أعلام الهدایة

السید منذر الحکیم‏

نسخه متنی -صفحه : 247/ 217
نمايش فراداده

«221»

أما بعد فإن علي بن أبي طالب شقّ عصاالمسلمين، وحارب المؤمنين، وأراد الأمرلنفسه، ومنعه أهله فحرّمه الله عليهوأماته بغصّته. وهؤلاء ولده يتبعون أثرهفي الفساد وطلب الأمر بغير استحقاق له،فهم في نواحي الارض مقتولون، وبالدماءمضرّجون.

قال: فعظم هذا الكلام منه على الناس، ولميجسر أحد منهم أن ينطق بحرف. فقام إليه رجلعليه إزار قومسي سخين فقال: ونحن نحمد اللهونصلي على محمد خاتم النبيين وسيدالمرسلين وعلى رسل الله وأنبيائه أجمعين.أمّا ما قلت من خير فنحن أهله، وما قلت منسوء فأنت وصاحبك به أولى وأحرى. يا من ركبغير راحلته وأكل غير زاده، ارجع مأزوراً.

ثم أقبل على الناس، فقال: ألا آتينّكمبأخفّ الناس ميزاناً يوم القيامة،وأبينهم خسراناً؟: من باع آخرته بدنياغيره، وهو هذا الفاسق.

فأسكت الناس، وخرج الوالي من المسجد ولمينطق بحرف.

فسألت عن الرجل: فقيل لي: هذا جعفر بن محمدبن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب(عليهم السلام) (1).

النشاط الثالث: وهو نشاط الإمام الصادق(عليه السلام) الخاص مع الشيعة في هذاالظرف العصيب وأساليب الاتّصال معهم.

وقد ذكرنا في البحوث السابقة أن الإمام قدركّز على مبادئ اسلامية وممارسات إصلاحيةفي نفوس شيعته، مثل التقيّة، وكتمان السر،والعلاقة بالثورة الحسينية لتحافظ هذهالمبادئ والممارسات على الوجود الشيعيوتقيه من الضربات والمخططات الخارجية.

(1) امالي الشيخ الطوسي: 66، وبحار الأنوار:47 / 165 وحلية الأبرار: 2 / 215.