علمانیة و الفکر الدینی فی العالم المعاصر

همایون همتی؛ مترجم: عبدالرحیم الحمرانی

نسخه متنی -صفحه : 19/ 4
نمايش فراداده

«1»

العلمانية والفكر الديني في العالمالمعاصر(*)

الحديث عن العلمانية وأثرها في الفكرالديني يمكنه ان ينطلق من زاويتين، الاولىعالمية، والاخرى محلية يؤخذ فيها بعينالاعتبار وضعنا الخاص وطبيعة بنيتناالثقافية والدينية

والفكرية. غير اني أركز هنا اهتمامي علىالاتجاهات والتيارات الفكرية التي عملتبعض الفئات والشخصيات على ترويجها فيمجتمعنا مؤخراً، من خلال إطلاقهم لكلماتوأحاديث أدت الى تداعيات متناقضة، واثارتبعض التوتر في أوساط المجتمع، كما دعتلظهور بعض الغموض والتصورات المتقاطعةالمثيرة للجدل، وأفرزت مجموعة منالتساؤلات لدى جيل شبابنا الصاعد.

أحاول بدوري ان أساهم في تسليط الضوء علىبعض الحقائق وإماطة اللثام عن ذلك الغموض،مستعرضاً الى جانب ذلك بعض السبل الكفيلةبمعالجة جملة من تلك الاشكاليات.

والسؤال الاساسي الذي يطرح نفسه على بساطهذا البحث هو: ما هي العلمانية، وما هيصلتها بالدين والفكر الديني؟ واضح انالاجابة على هذا السؤال تتطلب منا الوقوفأولا على معنى كل من العلمانية والدين،ليأخذ بحثنا مجراه الصحيح والطبيعي. ثم لابد بعد ذلك من التعرف على اسس ومبادئالعلمانية، تمهيداً لدراستها ونقدهابصورة منهجية.

اشتقت لفظة (Secularism) وكذلك (Secularization) اللتانتعنيان (العلمانية، التعلمن) من المفردةاللاتينية (Secularize)، وقد استخدمت هذهاللفظة في اللغات الاوربية لأول مرة أواخرالقرن السادس عشر، واوائل القرن السابععشر في معاهدة وستفاليا(1)، فكان يراد مناطلاقها آنذاك خروج المؤسسات والاراضيالتي كانت خاضعة لنفوذ الكنسية من إشرافهاوحاكميتها، وإخضاعها لسلطة سياسية لادينية ومؤسسات حكومية عامة لا علاقة لها

(*). هذه المقالة محاضرة القيت في 25/2/1996 فيقاعة الشهيد آويني بطهران.

(1). صلح وِستفاليا (Peace of Westphalia): اسم يطلقعلى سلسلة معاهدات دارت المفاوضات بشأنهاعام1648 في مقاطعة وستفاليا (الواقعة شمالغرب ألمانيا). وقد أنهت هذه المعاهدات حربالاعوام الثمانين التي خاضها النذرلنديونمن اجل التحرر من الحكم الاسباني، وحربالاعوام الثلاثين التي اتسمت بطابع مذهبي(كاثوليكي ـ بروتستانتي) مسيحي، وقّع علىهذه المعاهدة مندوبون عن الامبراطوريةالرومانية وفرنسا والسويد والإماراتالبروتستانتية التابعة للامبراطوريةالرومانية. (المُراجع)