قوله: (تزوجت). و بعبارة اخرى: لو قال الزوج:(تزوجت) و هو يريد الانفعال من ذلك التزويج[الذي ] تحدثه المرأة بعد ذلك فهو قبول و إنتقدم، و إن أراد إحداث النكاح فهو موجب، والمرأة أيضا تعلم بالقياس. و نحوه لو قالالمشتري: (ابتعت) أو (اشتريت) قاصدا لنقلالثمن من جانبه إلى البائع و نقل المبيعإليه فهو موجب، و لو أراد قبول ما يحدثهالبائع بعد ذلك من البيع بمعنى: أني ملتزمبما تنشؤه بعد ذلك من التملك و التمليك ولست من ذلك فهو قبول و إن تقدم. و من هنايعلم وجه التسمية بالقبول، لأنه متمحض فيإرادة الانفعال، و غير قابل لإرادةالأحداث و التأثير، و بالإيجاب لأنه صريحفي إرادة الفعل. و من ذلك ظهر أنه لا يمكنالنزاع في لفظ (قبلت) أنه يقدم أو يؤخر، إذلا يمكن استعماله في معنى الإيجاد والأحداث، لأنه مجاز بعيد، بل غلط، فهو متىما وقع فلا بد من تأخره و هو متمحض فيالقبولية.
إذ لو بنينا على أن كل ما تأخر فهو القبولفكيف يعقل تقدمه؟ و إن بنينا على الفرقالأخير فكذلك، إذ بعد فرض أن القبول عبارةعن الانفعال ينحل إلى أن إنشاء القبولموقوف على كون الإيجاب منشأ قبله، و قبولالفعل الذي لم يقع بعد مستلزم لتقدمالانفعال على الفعل و هو محال، فلو كانالقبول على حقيقته، لا يمكن تقدمه، و تصيرالألفاظ الأخر التي تقع موقع لفظ (قبلت) ونحوه إذا أريد منها حقيقة القبول كلفظالقبول الذي لا يعقل معناه الأبعد