برهان من کتاب الشفاء

ابو علی ابن سینا

نسخه متنی -صفحه : 284/ 127
نمايش فراداده

إن الأشكال أو المقادير ذوات الأشكالالتي هي أصغر من أشكال بأعيانها و أكبر منأشكال بأعيانها فهي متساوية فيصير حينئذمبدأ ملائما. فإن لم يصر هذا مبدأ فلا واحدمن تلك المبادئ الأخر.

و لكن الوجه الذي عندي في هذا أن هذهالمقدمة إنما تنفع إذا أخذت هكذا:

إن الدائرة واسطة بين أشكال بلا نهاية فيالقوة داخلة فيها و أشكال بلا نهاية فيالقوة محيطة بها. أعني بالواسطة ما هو أكبرمن كل هذه و أصغر من كل تلك بأعيانها. وهاهنا شكل مستقيم الخطوط لا محالة هو أكبرمن جميع الداخلة و أصغر من جميع الخارجة.فالدائرة و ذلك الشكل المستقيم الخطوطمتساويان. فإن فرضت الأشكال أشكالابأعيانها و لم تفرض غير متناهية لم يجب أنيكون المتوسطان بينهما متساويين إلا أنتوضع تلك الأشكال على ترتيب متصل و هذا لايمكن في الأشكال لأن كل شكل نفرضه أصغر منالدائرة فهناك شكل آخر أيضا أكبر منه وأصغر من الدائرة. بل يحتاج أن تقع هذهالداخلة و الخارجة أشكالا بالقوة بغيرنهاية فيكون حينئذ قد أخل من وجهين: أحدهمافي البرهان و الآخر في المطلوب. أما فيالبرهان فلأنه تكلم على أمور بالقوة و جعلمنها المقدمات: و ليس ما بالقوة من العوارضالذاتية بالمقادير و الأشكال و لا منالعوارض الذاتية بجنس الكم بل أعم من جميعذلك لأنه من العوارض الذاتية بالموجود. وإنما ينقل من العلم الأعلى الناظر فيالموجود المطلق بما هو موجود و ما يعرض لهبذاته من جهة ما هو موجود إلى العلومالناظرة في أشياء تحت الموجود إذا كانتتلك الأشياء من شأنها أن تكون بالقوة وبالفعل كالأمور القابلة للتغير و الحركة.و أما الصورة الهندسية فإنما تؤخذ مجردةعن المواد و مشارا إليها في الوهم و العقلبالفعل على أنها أمور موجودة.

و أما الخلل في المطلوب فهو شبيه هذابعينه: لأن ذلك المضلع المتوسط ليس مشاراإليه بالفعل. إنما نشير إليه على أنه موجودبالقوة بين أمور ما بالقوة مجهولة. والبيان الذي يبين