و قيل في التعليم الأول قول مجمل: و هو أنهذا الكلام بيان غير خاص بطريقة الهندسةبل هو عام مشترك فيه و يوجد لأشياء أخرى ويطابقها و ليست تلك الأشياء متناسبة الجنسأي مشتركة في الموضوع أو جنس الموضوع. و قال بعضهم في بيان كون هذا القياس لا علىالشروط البرهانية إن السبب فيه أنه أخذمقدمة غير خاصة بالمقادير لأنه وضع في قوةكلامه أن الأشكال التي هي أعظم من أشياءواحدة بعينها كالأشكال التي في الدائرة وأصغر من أشياء واحدة بعينها كالأشياءالمحيطة هي أشياء متساوية أي كالدائرة وذلك هو الشكل المستقيم الخطوط المذكور.قال: و هذه المقدمة غير خاصة بالأشكال بلبالأعداد و بالأزمنة و غير ذلك. فلذلك صارالبرهان غير مناسب. و أظن أن هذه المقدمة المستعملة في هذاالقياس و إن كانت غير خاصة بالمقادير فهيخاصة بجنس المقادير أعني الكم. و المقدماتالتي من هذا الجنس مستعملة في العلوم: مثلأن الكل أزيد من الجزء و أن كل كم إما مساوو إما أزيد و إما أنقص. فإن هذين أولا للكمثم للمقادير و العدد. و إذا أريد أن يجعلاخاصين بأحد الموضوعين قيل في المقادير إنالكل أعظم من الجزء و قيل في الأعداد إنالكل أكبر من الجزء. و أيضا قيل فيالمقادير إن كل مقدار إما مساو لمقدار آخرأو أزيد أو أنقص و في الأعداد كل عدد إمامساو لعدد آخر و إما أزيد و إما أنقص. و منهذا الجنس ما يقال تارة: إن المقاديرالمساوية لمقدار واحد متساوية و تارةالأعداد المساوية لعدد واحد متساوية و ماأشبه ذلك. و جميع هذه على نحو ما أنكره هذاالمتأول. و بالجملة فليس إنما يستعمل فيالعلوم الجزئية من المبادئ مبادئ خاصةالمحمولات بموضوعاتها بل و الخواصبأجناسها أيضا التي تشترك فيها. و لكن ينقلمن العموم إلى الخصوص بما قد أشير إليه. وهذا يمكن أن يعمل بهذه المقدمة فيقال: