الفصل الثالث في أن الحد لا يقتنص أيضابالقسمة و الاستقراء
و تأكيد القول في هذه الأبواب و في مناسبةبعض البراهين مع الحدود و تنبيه بعضالبراهين على الحدود و ليس لقائل أن يقولإن حد الشيء مستنبط بالقياس الشرطي من حدضده لأن حده ضد حد ضده فمثلا إنا إذا علمناأن حد الشر هو الأمر المشتت الغير المنتظمعلمنا أن حد الخير هو الأمر الملتئمالمنتظم بأن نقول هكذا: إن كان حد الشر أنههو الأمر المتشتت الغير المنتظم فحد الخيرهو أنه الأمر الملتئم المنتظم ثم نستثنيلكن حد الشر كذا فإذن حد الخير كذا فإنالجواب عن هذا على وجوه أربعة: أولها: أنه لم يمكن هذا القياس أن يعطي حدابقياس حتى أخذ حدا باقتضاب و وضع من غيرقياس فأشبه من وجه صاحب القسمة و صاحبالاستقراء إذ كل واحد منهما يأخذ المطلوببوجه ما مصادرة و يضعه وضعا و يظن أنه بينهبقياس ضروري. و إن كان هذا إنما صادر علىنقيض مطلوبه: لأنه طلب أن يبين الحد بقياسفأخذ الحد بلا قياس. و قد عرفنا أن صاحب القسمة كيف يفعل هذا وأن [115 ا] صاحب الاستقراء كيف يعرض له أنيفعل هذا فليتأمل من هناك. و الثاني أنه عرض لهذا شيء آخر و هو أنهجعل القانون في كسب الحد أن يوضع حد ضدالمحدود. فإذا طالبناه بأن يبين كيف يحدالضد الآخر المبين به حد هذا الضد و هو فيهذا المثال