الفصل السادس في الإشارة إلى أن اكتسابالحد هو بطريق التركيب
نقول إنما وقعنا إلى ما وقعنا إليه منالتطويل بسبب ذكر العلل لأمر بيان مشاركةالحد و البرهان حتى نشير إلى أنه كيفيستخرج منه الحد. و قد حققنا أنه لا برهانعلى الحد بوجه. و لا القسمة تكسب الحد. فيجبالآن أن نبين كيف يمكن أن يكتسب الحد. نقول إنا نعمد إلى الذوات و الأمور التيلا تنقسم من جملة المحدود سواء كانالمحدود جنسا أو كان المحدود نوعا فنأخذالأمور الذاتية المحمولة عليها التي هيأعم منها و ليس تخرج من جنسها الأول مثلاعن الجوهر أو الكم أو الكيف و سائر ذلك أوالجنس الأقرب مثلا جنس يكون كالعدد للفرد.فنأخذ من جميع ذلك ما هو داخل في ماهيتها ونجمعها جمعا حتى يحصل منها شيء مساوللمحدود في الانعكاس و إن كان كل واحد أكبرمنه في العموم و مساو أيضا للمحدود فيالمعنى حتى لا يبقى شيء من المقومات ليستمضمنة فيه. فإن أردنا أن نحد النوع و لا نتجاوز منهإلى تحديد الجنس أخذنا كل محمول مقوملماهيته ضروري مقول على الكل و أولي معا. وإن أردنا أن نتجاوزه إلى تحديد الجنس لمنقتصر على المحمولات الكلية الأولية بلأخذنا جميع ذلك و أخذنا ما هو أولي له و ماليس أوليا له.