الفصل الرابع في مشاركة أجزاء الحد وأجزاء بعض البراهين و كيفية الحال فيتوسيط الحدود و توسيط أصناف العلل
و مما ينفعنا في المقاصد التي إياها نعزوأن نعرف ما الحد التام و ما الحد الناقص وما الحد الناقص الذي هو مبدأ برهان و ماالحد الناقص الذي هو نتيجة برهان و من جميعذلك ما الذي هو حد حقيقي بحسب الذات و ماالذي هو حد مجازي بحسب الاسم. و جميع هذهينحصر في أربعة أقسام. فيقال حد بوجه ما لما هو قول يشرح الاسم ويفهم المعنى الذي هو مقصود بالذات في ذلكالاسم لا بالعرض و لا يدل على وجود و لا علىسبب وجود اللهم إلا أن يتفق أن يكون معنىالاسم موجودا معروف الوجود فيكون فيهحينئذ دلالة ما بالعرض على سبب الوجود. وذلك لأنه من جهة ما هو شرح الاسم ليس حد ذاتو إن كان لا يكون حد ذات إلا و هو شرح اسم.فإن أخذ في الابتداء على أنه شرح اسم للشكفي وجود معنى الاسم و تضمن بيان سبب معنىالاسم لو كان موجودا فهو بالعرض معط للعلةمثل ذكر حد المثلث قبل ثبوت وجود المثلث:فإنه إنما يورد و يؤخذ أولا على أنه شرحاسم و لا يدرى من أمره هل هو موجود المعنى.و مع أنه يؤخذ شرح اسم لا بد من أن يعطيأسباب المثلث و هي الأضلاع الثلاثة. فيكون مثل هذا يعطي أسبابا لما لو كانموجودا كانت أسبابه هذه. فإذا اتفق أن صحعند إنسان أنه موجود انقلب ذلك القولبالقياس إلى ذلك الإنسان حدا و معطياللعلة. و إعطاؤه للعلة من جهة ما هو شرح اسمبالعرض.