الفصل التاسع في حال العلم و الظن وتشاركهما و تباينهما
و في تفهيم الذهن و الفهم [112 ب] و الحدس والذكاء و الصناعة و الحكمة من المعلوم أنهاهنا علما بشيء و هاهنا ظنا به و أنالاختلاف فيهما من جهة الوثاقة و القلق وأنهما داخلان تحت الرأي و أن بينهما موضعمقايسة و مناسبة. و ليس كل علم يحسن أن يقايس بالظن بل العلمالتصديقي. و لا كل علم مع كل ظن بل مع ظنيوافقه في جنس الرأي. و أن ما سواه من الظنفيجب أن يقايس بالجهل. و العلم التصديقي هو أن يعتقد في الشيءأنه كذا. و اليقين منه هو أن يعتقد فيالشيء أنه كذا و يعتقد أنه لا يمكن ألايكون كذا اعتقادا وقوعه من حيث لا يمكنزواله. فإنه إن كان بينا بنفسه لم يمكنزواله. و إن لم يكن بينا بنفسه فلا يصير غيرممكن الزوال أو يكون الحد الأوسط الأعلىأوقعه. على أنا نعني بالعلم هاهنا المكتسب. والذي يخالفه أصناف من الاعتقاد: اعتقاد فيالشيء الذي هو كذا ضرورة أنه كذا معاعتقاد أنه لا يمكن ألا يكون كذا لكن يكونهذا الاعتقاد في نفسه ممكن الزوال لأنه لميقع من حيث لا يمكن معه الزوال. و اعتقاد فيالشيء أنه كذا مع عدم اعتقاد آخر بالفعلبل بالقوة إذا أخطر بالبال اعتقد و هو أنهيمكن ألا يكون كذا. و اعتقاد في ذلك الشيءأنه ليس كذا و هذا جهل مضاد للعلم لايشاركه. لكن