الفصل الثامن في الانتفاع بقسمة الكل إلىالأجزاء
و تمام الكلام في توسيط العلل المنعكسة وغير المنعكسة و تحقيق الحال فيه قال: ليسيجب أن يقتصر على استنباط الأمور التيتوجد في الحدود و المقاييس من القسمة التيللكلي إلى الجزئي [119 ا] بل و من التشريحالذي للكل إلى الأجزاء: مثل تشريح الحيوانو النبات إلى أجزائه الأولى كالأعضاءالآلية ثم الثانية كالأعضاء البسيطة ثمالثالثة كالأخلاط و كذلك إلى آخر الأجزاء.و ليس ينبغي أن يقتصر على ذلك فقط بل أنيتأمل إذا كثرت الأجزاء و الجزئيات أنه ماالذي يلزم كل واحد أو كل عدة من المحمولاتو العوارض و أيضا أي الأجزاء تلزم أيالجزئيات. و اعلم أنا كما استنبطنا من القسمة أنالحيوان تحت الجسم و تحت ذي النفس فكذلكاستنبطنا من التشريح أن الحيوان مركب منجوهر مستمسك و من جوهر سيال. و كذلكاستنبطنا لوازم الجزئيات من الأجزاء مثلأن كل حيوان أصلم يبيض و أن كل حيوان طائرمنفصل الجناح يبيض و متصل الجناح لا يبيض وأن كل حيوان ذي قرن فلا أسنان على فكهالأعلى. و علمنا أن ذلك لأن المادة تذهب في قرنه وكل حيوان ذي قرن فله كرش لأنه لا يجيدالمضغ فيجب أن يكون لغذائه قبل وصوله إلىجوفه الباطن هضم ما و كل سمكة فلا رئة لها.