الفصل السادس في موضوعات العلوم ومبادئها و مسائلها و اقتران مبادئها ومسائلها في حدودها المحمولة
نقول إن لكل واحد من الصناعات و خصوصاالنظرية مبادئ و موضوعات و مسائل. والمبادئ هي المقدمات التي منها تبرهن تلكالصناعة و لا تبرهن هي في تلك الصناعة: إما لوضوحها و إما لجلالة شأنها عن أنتبرهن فيها و إنما تبرهن في علم فوقها وإما لدنو شأنها عن أن تبرهن في ذلك العلمبل في علم دونه و هذا قليل. و الموضوعات هي الأشياء التي إنما تبحثالصناعة عن الأحوال المنسوبة إليها والعوارض الذاتية لها. و المسائل هيالقضايا التي محمولاتها عوارض ذاتية لهذاالموضوع أو لأنواعه أو عوارضه و هي مشكوكفيها فيستبرأ حالها في ذلك العلم. فالمبادئ منها البرهان و المسائل لهاالبرهان و الموضوعات عليها البرهان. و كانالغرض فيما عليه البرهان الأعراض الذاتيةو الذي لأجله ذلك هو الموضوع و الذي منه(هو) المبادئ. و نقول: إن المبادئ على وجهين: إما مبادخاصة بعلم علم مثل اعتقاد وجود الحركةللعلم الطبيعي و اعتقاد إمكان انقسام كلمقدار إلى غير النهاية للعلم الرياضي. وإما مباد عامة و هي على قسمين: إما عامة علىالإطلاق لكل علم كقولنا كل شيء إما أنيصدق عليه الإيجاب أو السلب و إما عامةلعدة علوم مثل قولنا الأشياء المساويةلشيء واحد متساوية: فهذا مبدأ يشترك فيهعلم الهندسة و علم الحساب و علم الهيئة وعلم اللحون و غير ذلك ثم لا يتعدى ما له