الفصل الثامن في أن العلم اليقيني بكل ماله سبب من جهة سببه و مراعاة نسب حدودالبرهان من ذلك
ثم نقول: إذا كان لحمل محمول على موضوعدائما أو سلبه عنه دائما أو لحمله أو سلبهفي وقت معين يكونان فيه بالضرورة علة لتلكالعلة صارت النسبة بين الموضوع و المحمولتلك النسبة. و ذات المحمول و الموضوع ليس لهما لو لاتلك العلة تلك النسبة بالوجوب بلبالإمكان. و إذا علما من غير الوجه الذي به صار حكمما بينهما ضروريا على تلك النسبة فقد علمامن جهة غير الجهة التي بها لا يمكن ألايكونا بتلك الحال: و ذلك هو أن يعلم الحكمبوجه غير وجه السبب الذي يوجبه: لأن كلنسبة للموضوع إلى المحمول المذكورين وللمحمول إلى الموضوع المذكورين تفرضواقعة لا من الجهة التي توجبها العلة فهيواقعة من جهة إمكان لا وجوب. فيكون قد علمأن كذا كذا و لم يعلم أنه لا يمكن ألا يكونكذا إذ لا يعلم ما به لا يمكن ألا يكون كذا.فإن قاس إنسان فقال: إن فلانا به بياضالبول في حمى حادة و كل من به بياض بول فيحمى حادة فهو يعرض له سرسام و أنتج لم يكنله بما أنتج علم يقيني أو يعلم. و كذلك لوقال قائل: إن كل إنسان ضحاك و كل ضحاك ناطقفلا يجب من هذا أن يتيقن أن كل إنسان ناطقبحيث لا يجوز أن يصدق بإمكان نقيض هذا: وذلك لأن الضحك أي قوة الضحكية لما كانتمعلولة لقوة النطق فما لم يعلم وجوب قوةالمنطق أولا للناس و وجوب اتباع قوة الضحكلقوة النطق لم يجب أن يتيقن أنه