المبادئ الواجب قبولها و خصوصا المبدأالأول الذي منه تتشعب كلها:
أعني قولنا إن كل شيء إما أن تصدق عليهالموجبة و إما أن تصدق عليه السالبة ليسيوضع في العلوم وضعا بالفعل إلا عندمخاطبة المغالطين و المناكدين بل إنمايوضع فيها على ما قيل في التعليم الأول علىوجوه ثلاثة. وجه يجب أن يعتبر في تكميلالتصديق بالمقدمة الكبرى ليعتبر مثله فيالنتيجة و ذلك بأن يعتقد أن الكبرى إن كانتموجبة فلا يجوز أن تصدق سالبة أو كانتسالبة فلا يجوز أن تكون موجبة لتكونالنتيجة بهذه الحال. فهذا الاعتقاد يعتقددائما و إن لم يلفظ به بالفعل: لأنه يعلمأنه إذ هو موجب فليس بسالب و إذ هو سالبفليس بموجب البتة و أن السلب و الإيجاب لايجتمعان أو أن كل شيء يصدق فيه أحدهمافلا يحتاج إلى التصريح به. و إنما تكون هذهالقوة في نسبة الأوسط إلى الأكبر فيالكبرى أو الأصغر إلى الأكبر في النتيجةمن غير عكس. فإنك إذا كنت قلت في الأكبرمثلا فكل إنسان حيوان أضمرت و ليس ليسبحيوان و أنتجت أن الكاتب حيوان و أضمرت وليس ليس بحيوان.
و بالجملة ما جعل موضوعا لحكم محمول فليسموضوعا لمقابله.