برهان من کتاب الشفاء نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
شيء من الجزئيات صورة عقلية مفارقةأبدية و هذا هو الحد الجامع للصورالمفارقة. و كيف يمكن أن تكون طبيعة الإنسان المحسوستحمل عليها طبيعة الإنسان المثالي و هذاالإنسان حيوان ناطق مائت و ذلك لا حيوان ولا ناطق إلا باشتراك الاسم و لا مائت. و كيفيقال لشيء من هذه إنها تلك كما يقال إنهاحيوان فإذن الصور المثلية لا تعطى أسماءهاو حدودها معا للكثرة و الجزئيات فلا تصلحأن تتخذ حدودا وسطى في برهان على الجزئياتو إن كان ذلك البرهان برهانا بالعرض. وكذلك لا يجوز أن تكون حدودا كبرى. و أماأنها ليست حدودا صغرى فلأن الحدود الصغرىإما أن تكون أعيان الموجودات المبحوث عنأحوالها و إما أمورا الحكم عليها حكم بوجهما على أعيان الموجودات. و ليست أعيانالموجودات الطبيعية و لا الرياضية و لا هيأيضا أمورا الحكم عليها حكم بوجه ما علىأعيان تلك الموجودات لأنها حينئذ تكونحدودا وسطى و قد بينا أنها لا تكون حدوداوسطى. و لا هي أيضا الموضوعات الأولية لهذهالعلوم حتى تكون إنما تطلب أعراضهاالذاتية. و ذلك لأنا أيضا إنما نطلب أعراضاذاتية لأمور هي إما أعيان و إما الحكمعليها كالحكم على الأعيان. و ليست المثلعلى أحد الحكمين. فليس الصور و المثلالمفارقة إذن داخلة في موضوعات البراهين ولا في مبادئها بوجه.