برهان من کتاب الشفاء

ابو علی ابن سینا

نسخه متنی -صفحه : 284/ 142
نمايش فراداده

و أما من جهة المحمول فليس يستمر هذا حتىيكون الحيوان في القياس محمولا علىالإنسان و ليس محمولا على ما ليس بإنسان أويكون الحيوان في النتيجة محمولا علىالكاتب و ليس محمولا على ما ليس بكاتب فإنهذا لا يستقيم لأن المحمول يجوز أن يحملعلى موضوعات يسلب بعضها عن بعض. و لا يجوزأن يوضع الموضوع لمحمولات يسلب بعضها عنبعض.

فهذا وجه واحد.

و الوجه الثاني كما يقال في الخلف إنه إنكان قولنا إن ا ب ليس صادقا فقولنا ليس ا بصادق فيكون هذا المبدأ الذي نحن في ذكرهمضمرا و قوته قوة الكبرى كأنه يقول بعدقوله ذلك لأن كل شي‏ء إما أن يصدق عليهالموجب أو السالب.

و الوجه الثالث يخالف الوجهين جميعا فإنهليس يدخل بالقوة فيه هذا المبدأ على أنهنافع في تكميل مقدمة كما في الأول و لا فيتكميل قياس كما في الثاني بل بأن يخصص إماموضوعه و إما موضوعه و محموله معا: كقولناكل مقدار إما مباين و إما مشارك فنأخذ فيهبدل الشي‏ء شيئا ما خاصا بالصناعة و هوالمقدار و بدل الموجب موجبا خاصا بالصناعةو هو المشارك و بدل السالب سالبا ما خاصابالصناعة و هو المباين: لأنك لا تحتاج أنتأخذ هذا المبدأ بحيث ينفع نفعا مشتركا فيكل علم بل بحيث ينفع في ذلك العلم خاصة فإنذلك يكفيك.

و هذه العلوم العامية الواجب قبولهاتشترك العلوم فيها لا على أنها ما فيهالبيان أي الموضوعات أو له البيان و إياهنبين و هي المسائل بل على أنها من الذي منهالبيان. و الجدل يستعملها من جهة أن كلأولي مشهور أيضا. و الجدل أيضا يشارك كلعلم في المسائل كما يشارك في المبادئالواجب قبولها و كما يشارك في الموضوعاتفإنه لا يختص بموضوع. لأن الجدل ليس بمحدودالنظر في شي‏ء من الوجوه. و كل علم فإنهمحدود النظر في الوجوه الثلاثة منالموضوعات و المبادئ و المسائل.