برهان من کتاب الشفاء

ابو علی ابن سینا

نسخه متنی -صفحه : 284/ 160
نمايش فراداده

فهذه الأشياء مما قيلت في التعليم الأول وفي الشروح. و قد كان وعد التعليم الأول أنيرينا قياسين على إن و لم في علمين مختلفينو هذه الأمثلة التي أوردت في إنجاز ذلكالوعد.

و مأخذ التفاسير لها إنما ترينا أمرين:أحدهما أن يكون اللم معلوما بقياس و الإنموجودا بالحس. و الثاني أن يقع الإن في غيرما وقع فيه اللم. فإذن هذه الأمثلة إما أنترينا قياسين على مختلفين و إما أن تريناأمرين أحدهما قياس و الآخر غير قياس. والذي أظنه حلا لهذه الشبهة هو أن المعلمالأول لم يعن بقوله يحس بالأمر أن يكونحاسا بالنتيجة و المطلوب بل تكون عندهمقدمات مأخوذة من الحس تنتج المطلوب إنهدون لم هو: فإن أصحاب العمل لهم مقاييس عنمقدمات تجريبية و امتحانية و بينهم محاورةفي إثبات و تبكيت مبنية على ذلك:

مثلا كما يقول صاحب التأليف السماعي إنهذه النغمة ليست موافقة لهذه النغمة منأجل أن الوتر الفلاني كذا و من أجل أنالنغمة الفلانية كذا. فتكون مقدمات حسيةينتج منها نتيجة حسية يتبين بها أن شيئاكذا أو ليس كذا. و كذلك يقول صاحب صناعةالملاحة ليس هذا وقت أن يكون كوكب كذا فيذلك الموضع لأن كوكب كذا بعد لم يشرق. ويقول صاحب العلم الطبيعي إن هذه القوسليست نصف دائرة لأن الشمس [107 ب‏] ليست علىالأفق فيكون أما أولئك فقد أخذوا مقدماتامتحانية و أما هذا فقد أخذ مقدمة مسلمة عنعلة بعيدة غير بينة له بالعلة القريبة: فإنكون الشمس على الأفق ليست علة قريبة إنماالعلة القريبة لذلك وقوع قطب القوس علىالأفق. بل إنما يبان مقدمته بالعلةالقريبة في علم المناظر فيكون معنى أمثلةالمعلم الأول على هذا الوجه.