برهان من کتاب الشفاء

ابو علی ابن سینا

نسخه متنی -صفحه : 284/ 162
نمايش فراداده

و سنوضح بعد أنه كيف يمكن ذلك بقياس و كيفلا يمكن. أما أنه لم هو بهذا الشكل فلأنالحد موجب كلي و الشكل الثاني لا ينتجموجبا و الشكل الثالث لا ينتج كليا.

و الوجه الثالث فهو أن الشكل الأول قياسكامل بين القياسية بنفسه. و الشكلانالآخران إنما يبين أنهما قياسان بالردإليه إما بعكس و إما بافتراض. و الخلف أيضافإنه يرد إليه بوجوه. فإذا رد إليه صار إلىالمقدمات الأولى التي لا وسط لها و إلىالترتيب الأول القياسي الذي لا وسط له:فاجتمع عدم الوسط في الوجهين جميعا.

و هاهنا وجوه من الفضيلة للشكل الأول: منذلك أن تحليل القياسات إلى المقدماتالأولية لا يمكن بغيره: لأنه لا بد في كلقياس من موجبة و كلية و الموجبة لا تنحلإلى مقدماتها التي أنتجتها بالشكل الثاني.و الكلية لا تنحل إليها بالشكل الثالث.

و وجه آخر أن المطالب البرهانية يراد فيهاتقصي العلم و معرفة ما للشي‏ء بالذات وذلك بالكلي الموجب. فأما الجزئي فليس بهعلم مستقصى: لأن قولك بعض ج ب مجهول أنه أيبعض هو. فإذا عينته و عرفته و كان مثلاالبعض الذي هو د عاد إلى الكلية فصار كل دب.

أما السالب فإنه يعرف من الشي‏ء ما ليس لهو هذا أمر غير ذاتي و بغير نهاية إلا أنيومأ في ضمن السلب إلى معنى ليس ساذج السلبفتكون قوته قوة الموجبة المعدولية. و يكاديكون أكثر السوالب البرهانية على هذهالصفة كبرهان المعلم الأول على أن الفلكلا ضد له.

فإذن النظر المستقصى الذاتي هو الموجبالكلي و هو مما لا ينال إلا بالشكل الأول.