برهان من کتاب الشفاء

ابو علی ابن سینا

نسخه متنی -صفحه : 284/ 238
نمايش فراداده

وسطى هي علل منعكسة على الحدود الكبرى بلو على الصغرى فأمر باطل. و إنما غرهم قلةالعناية و النظر و فصل من كلام المعلمالأول لم يستقصوه حق الاستقصاء و سنصيرإليه عن قريب و نبين أن العلل قد تكون أخصمن المعلولات في كثير من الأشياء و لاتنعكس عليها إلا أنا نشتغل هاهنا بما هوغرضنا فنقول:

إن المعلم الأول دل على أن البراهين ذواتالعلل تعطى بوجه ما تنبيها على الحدود وذلك في الأشياء التي هي عارضة لشي‏ء و فيشي‏ء لعلة من جنس العلل المأخوذة فيالحدود.

و أما ما لا علة له في وجود ذاته مطلقا أولشي‏ء: لأنه غير عارض في شي‏ء أو عارض أولبلا علة و من جنسه مبادئ العلوم فإنه قديصدق به من غير قياس يعطي هلية البتة. بلهليتها واضحة. و مع ذلك فقد يكتسب لها حد.

و أيضا كثير من المعاني يوضع في العلوموضعا مثل الوحدة في علم العدد فلا يقاسبالبرهان على وجوده بل يوضع وضعا و ربماأقنع فيه بكلام جدلي أو استقراء إقناعاغريبا ليس من شرط التعليم و لكن ذلك لايتعذر تحديده.

فإذن ليس كل حد إنما يتوقع فيه أن يصارإليه من البرهان بل كثيرا ما يحد الشي‏ءأولا فيقتنص من حده البرهان على عوارضه وخصوصا من حدود البرهان الذاتية و الحدودالتي فيها شي‏ء علة و شي‏ء آخر معلول مثلقولنا إن الرعد صوت يحدث في الغمام لطفوءالنار فيه. و طفوء النار علة و الصوت معلولو مجموعهما لا أحدهما وحده هو الحد التام:فإنه و إن كان طفوء النار علة فاعلة للصوتو الصوت معلول له فالصوت علة للرعد علىسبيل العلل الصورية. و الحد بجملته علةصورية للمحدود و إن كان بعض أجزائه علةلبعض. و إذا كان الحد بالجملة علة صوريةللمحدود فكل جزء منه هو علة لا محالة. وإنما يكون البرهان مفيدا للحد إذا كان فيهجزء هو علة و جزء هو معلول على نحو ما قلنا.