برهان من کتاب الشفاء

ابو علی ابن سینا

نسخه متنی -صفحه : 284/ 251
نمايش فراداده

و وجود ذلك الشي‏ء يقتضي وجودها و بهايتحقق و يتحصل و يتخصص. فتكون أمثال هذهالعلل المحصلة للذات فيما له وجود محصلمخصص و وجود منتشر غير مخصص مخصصة لأمر ماحتى تجعله محصلا. و يكون ذلك الأمر مخصصابها. فذلك الأمر جنسي و العلل فصلية. كقولكصوت من طفوء النار: فالصوت جنس و من طفوءالنار فصل إن كان كل رعد هكذا.

أما أمثلة الحدود المتحدة من العللالمختلفة فأنت تحد الزاوية القائمةبالصورة فقط فتقول: المساوية لأخرى في جنبخطها القائم على مستقيم. و تحد حمى الغببالفاعل فتقول:

حمى تئوب غبا لعفونة الصفراء. و تحدالخاتم بالغاية فتقول: الخاتم حلقة يلبسهاإصبع. و تحد الفطوسة بالموضوع فتقول: تقعيرفي الأنف. و ربما جمعت الجميع في واحد فقلت:إن السيف آلة صناعية أو سلاح صناعي من حديدمطاول معرض محدد الأطراف ليقطع به أعضاءالحيوان عند القتال.

فقولك الآلة و السلاح جنس و قولك الصناعيفصل من المبدإ المحرك و قولك من حديد فصلمن الموضوع و قولك مطاول و معرض محدد فصلمن الصورة و قولك ليقطع به أعضاء الحيوانفصل من الغاية.

و لقائل أن يقول: إن الحد يعرف جوهرالشي‏ء و ذاته فكيف تؤخذ فيه الأسبابالخارجة عنه فالجواب أنه إنما يؤخذ في حدالشي‏ء أسبابه: لأن جوهره متعلق بتلكالأسباب و إضافته إليها ذاتية له في جوهره.و إن كان من الأسباب الخارجة عن الشي‏ء ماهو هكذا فلا يمكن أن يعرف ما هذا حال جوهرهأو تذكر أسبابه.