الأوساط مرتبة بعضها تحت بعض مثلا إذا سئلفقيل لم صار النيل عند المحاق أشد سيلانافيقال لأن الشهر عند المحاق أشبه بحالالشتاء. فقد تمت مسألة. ثم تسأل مسألة أخرى:
و لم صار الشهر عند المحاق أشبه بحالالشتاء فيقال لأن القمر ينقص ضوؤه الذييلينا فيعدم التسخن الكائن منه. و لو سئللم يكون هذا أيضا كان الجواب لأن الشمس وهو الذي يفيده الضوء صارت محاذية لجانبهالأعلى الذي لا يلينا.
فهذه المسائل كلها تحت سبب واحد و هوالاجتماع إلا أنها مختلفة في القرب والبعد فليست مسألة واحدة.
قيل: و يمكن أن يسأل سائل فيقول: إذا كان منالحدود الوسطى التي توضع عللا للكبريات مايساويها مثل توسط الأرض بين القمر و الشمسلكسوف القمر و مثل كون الورق عريضالانتثاره فإنه سبب مساو للانتثار و إن كانبعيدا و القريب هو سرعة انقشاش الرطوبةالماسكة و هو أيضا مساو فيمكن أن يبينالعلة بالمعلول أيضا كما يبين المعلولبالعلة و يصير البيان دورا. فإنه إن شئناقلنا إن القمر انكسف فقد توسطت الأرض بينهو بين الشمس و إن شيئا قلنا إن القمر توسطتالأرض بينه و بين الشمس فقد انكسف. و أيضاهذه الشجرة عريضة الورق فينتثر ورقها وهذه الشجرة انتثر ورقها فهي عريضة الورق. وهذا دور ظاهر.
فيقال في جوابه إن هذا البيان فيهما ليسدورا و لا وجه البيان فيهما واحدا.
أما أن البيان ليس فيهما دورا فذلك أنه لايخلو إما أن يكون الأمران مجهولين فيكونذلك هو الدور و لا كلام لنا في مثله. و إنسبق التوسط إلى الذهن فعرف بحساب ثم أثبتبتوسيطه الكسوف لم يكن دورا إلا أن يحاولإثبات التوسط من الكسوف الذي ثبت من