تحقیق فی نفی التحریف عن القرآن الشریف

علی الحسینی المیلانی‏

نسخه متنی -صفحه : 359/ 13
نمايش فراداده

«16»

كبار علمائها ومشاهير مؤلفيها، منذ أكثرمن ألف عام حتى العصر الأخير.

يقول الشيخ محمد بن علي بن بابويه القمي،الملقّب بالصدوق ـ المتوفّى سنة 381 ـ:«إعتقادنا أنّ القرآن الذي أنزله الله علىنبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم هو ما بينالدفّتين، وهو ما في أيدي الناس، ليسباكثر من ذلك، ومبلغ سوره عند الناس مائةوأربع عشر سورة، وعندنا أن الضحى وألمنشرح سورة واحدة، ولإيلاف وألم تر كيفسورة واحدة. ومن نسب إلينا أنا نقول أنهأكثر من ذلك فهو كاذب. وما روي ـ من ثوابقراءة كلّ سورة من القرآن، وثواب من ختمالقرآن كلّه، وجواز قراءة سورتين في ركعةوالنهي عن القران بين سورتين في ركعةفريضة ـ تصديق لما في قلناه في أمر القرآن،وأن مبلغه ما في أيدي الناس. وكذلك ما رويمن النهي عن قراءة القرآن كله في ليلةواحدة، وأنه لا يجوز أن يختم القرآن في أقلمن ثلاثة أيام تصديق لما قلناه أيضاً.

بل تقول: إنه قدر نزل من الوحي الذي ليس منالقرآن ما لو جمع إلى القرآن لكان مبلغهمقدار سبع عشرة ألف آية، وذلك مثل... كلّهوحي ليس بقرآن، ولو كان قرآناً لكانمقروناً به وموصولاً إليه غير مفصول عنهكما قال أمير المؤمنين عليه الصلاةوالسلام لمّا جمعه، فلما جاء به فقال لهم:هذه كتاب الله ربكم كما أنزل على نبيكم لميزد فيه حرف ولم ينقص منه حرف فقالوا: لاحاجة لنا فيه، عندنا مثل الذي عندك،فانصرف وهو يقول: فنبذوه وراء ظهورهمواشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون.وقال الصادق عليه السلام: القرآن واحد،نزل من عند واحد، على نبي واحد، وإنماالإختلاف من جهة الرواة...» (1).

(1) رسالة الإعتقادات، المطبوعة مع شرحالباب الحادي عشر ص 93.