بمعايير اليوم القاصرة.
فإذا كان هناك شيء غير مقبول بالمعاييرالحالية فإنهم يعتبرونه غير صحيح، ولهذاالسبب ينفون بعض المسائل الدينية، أو علىالأقل ينظرون إليها بشك، ويمتنعون عن أداءالواجبات الإسلامية، التي هي طريق للسموالروحي والتكامل المعنوي، ويطرحونتساؤلاتهم الانتقادية إلى الكبارالمؤمنين حول العبادة وأداء الفرائض،كالصلاة والصوم. وهذه المسألة من المسائلالأساسية لاختلاف الشيوخ والشباب فيالعائلة والمجتمع.
ولكي يتضح هذا الموضوع المهم أكثر، ويقفالشباب على القيم الإسلامية بصورة أدق ولايفرطوا في انتقادهم، فإن المحاضرتينالتاليتين ستختصان بموضوع الإيمان باللهتبارك وتعالى، ومناقشة القضايا الدينية،بالإضافة إلى بحث في بعض تساؤلات الشباب.
عندما تكون انتقادات الشبابصحيحة وبناءة، ولكي تترك أثراً مفيداً لدىالكبار وتحررهم من المعتقدات الخرافيةوالتصرفات المذمومة، يجب مراعاة الأدبوالاحترام في الحديث، والابتعاد عنالسخرية والإهانة، واجتناب اللوموالتوبيخ. باختصار يجب أن يكون الانتقادبشكل لا يحطم حب الذات والشخصية لدىالكبار، لأن الانتقاد الممزوج بالإهانةواللوم والتوبيخ لا يترك أي استجابة نافعةبل على العكس يضر الموقف إذ يدفعهم إلىالإصرار والبقاء على ممارساتهم الخاطئة،ومن ثم يؤدي إلى العداء والخصومة، ويحولمحيط العائلة إلى ساحة شجار وحرب.
قال علي عليه السلام: «الإفراط في الملامةتشب نيران اللجاج» (1).
وهذا يعني أن اللوم المتكرر للأشخاص، لنيدفعهم فقط إلى عدم
(1) تحف العقول ص 84.