والاعتراض وانتقاد أساليب الكبار. وفيمثل هذه المواقف على الكبار أن يقبلواحديث الشباب ويذعنوا للحق، ويصلحواأنفسهم، ويتركوا الصفات السيئة، لا أنيقحموا أنفسهم في جدال ونقاش ويردوا علىتلك النصائح بعنف دفاعاً عن ممارستهمالخاطئة.
إن الشبان المثقفين أيضاً، ولكي لايندفعوا كثيراً في انتقادهم ولا يتجاوزواحدود الحق والمصلحة العامة، ولا يصبحواسبباً للخصومة والعداء في العائلةوالمجتمع، يجب عليهم أن يراعوا نقطتين:
الشباب والحقائق المجهولة:
الأولى: يجب أن ينتبهوا أن دراسة عدةسنوات يجب أن لا تؤدي إلى الغروروالتعالي، ولا يعتقدوا أن جميع الحقائقموجودة في معلوماتهم القليلة، ولايعتبروا فكرهم المحدود معياراً لمعرفةالحق والباطل. وليعلموا أن الإنسان مهماكان علمه ودراسته، فإن الحقائق المجهولةأكثر بكثير مما يعلمه.
«يقول أديسون: إننا نعلم فقط نسبة واحد منمليون من 1% من مجموع العلوم. وقد قال نيوتن:إن العلم كخليج أخذت أنا وزملائي عدةحصيات من ساحله الواسع» (1).
قال علي عليه السلام: «لا تعادوا ماتجهلون فإن أكثر العلم فيما لا تعرفون» (2).
المعايير القاصرة:
إن بعض الشباب يخلطون الحق بالباطل فيانتقادهم، وبالإضافة إلى رفضهم لما هوخاطئ فهم يرون بعض القضايا الصحيحة خاطئة،ولذا يتصورون أن الواقع يكمن في الأشياءالتي يعرفونها هم، أو يقيسون الأشياء
(1) النجوم للجميع ص 106.
(2) غرر الحكم ص 55.