تعقّد الصواب والخطأ يوماً بعد آخر،وأصبح من الصعب التمييز بين الخير والشر،كما ازدادت حيرة الناس في معرفة المباحوالمحرّم.
فالأطفال ينشأون في العائلة طبقاًلمعتقدات الوالدين والسنن والآدابوالإجتماعية. وعلى هذا الأساس تثبت أعمدةشخصياتهم، ولكنهم عندما يصلون سن الشباب،ويدخلون المجتمع، ويواجهون التعاليمالمخالفة لتربيتهم في عهد الطفولة،يصابون بالقلق، ونتيجة التضاد الداخليوالاضطراب الفكري تتزعزع شخصياتهم.
اهتزاز الشخصية:
«يقول جان ديوي: يرزح الإنسان اليوم تحتتأثير عوامل كثيرة كل منها يترك في ذهنهأثراً يدفعه إلى التفكير.
ومن الطبيعي أن أثر المبادئ الدينيةوالصحف والمجلات ومراكز التعليم والمدارسوالجامعات ومعاشرة الناس، ليس متساوياً.وفي الوقت نفسه فإن لكل شخص مبادئ تعليميةوتربوية مختلفة، وهناك اختلاف شديد بينالعادات، كما أن أعمدة الشخصية مهتزة وغيرثابتة، والمبادئ الأخلاقية ضعيفةوالتصرفات غير مطمئنة» (1).
«يقول صموئيل كينغ: إن المجتمع المتحضراليوم متناقض جداً ومعقد، ويفرط خاصة فيتوقع الأفضل من الأفراد. ويشاهد غالباً أنهناك اختلافاً كبيراً بين تربية البيتوالمسجد، أو الكنيسة والمدرسة وبينالتعليم الذي يتوقعه المجتمع» (2).
(1) الأخلاق والشخصية، ص 126.
(2) علم الاجتماع، ص 111.