قال علي عليه السلام: «لا يسلم لك من اعتقدأنه أتم معرفة بما أشرت عليه به منك» (1).
الاختلاف بين المتعلم والجاهل:
إن ارتفاع المستوى العلمي للمجتمع، هوأحد أسباب تغيير المحيط الاجتماعي، كما أنالدراسة العلمية تزيد من إدراك الشباب،وتغير طريقة تفكيرهم، مما يؤدي إلى بروزاختلاف في الآراء في الكثير من العقائدوالآراء والآداب التقاليد الاجتماعية منالشيوخ الاميين، فيناقشونهم. وكلما ازدادالمستوى العلمي، وازداد عدد الشبانالمثقفين ازدادت الخلافات في وجهات النظرعلى مستوى أوسع، فتتغير عاجلاً أم آجلاًبعض العادات والتقاليد والآداب من المحيطالاجتماعي.
ولكي لا يدفع خلاف هذين الجيلين، الشبابإلى التمرد والعصيان، والكبار إلى العنفوالقسوة، ويحدث فساد وانحراف، ولكي لاتهتز العلاقات العائلية والنظامالإجتماعي، فينتج انفصال الوالدين عنالأبناء والزوجات عن الأزواج، فمنالضروري أن تكون نظرة الجيلين واقعية عندالبحث والنقاش فلا تحيد عن الحق والحقيقةوتتجنب العناد.
ويجب أن يتذكر الكبار أنه يوجد شيء منالحقيقة في حديث الشبان المثقفين لا يمكنتجاهله ولذا عليهم أن يأخذوه بعينالاعتبار ويتقبلوه بأحسن قبول، وإنوقوفهم اللامنطقي بوجهه ينافي الواقعوالحقيقة، بل يمكن أن يؤدي إلى مفاسد لايمكن التعويض عنها، فيتحول الشبانالعقلاء إلى أشخاص متمردين عصاة.
إن بعض الكبار الاُميين ورثوا بعضاً أوسلسلة من العقائد الخرافية والتقاليدالوهمية عن أسلافهم، يؤمنون بها. فمثلاًيتوسلون بشجرة لطلب
(1) شرح ابن أبي الحديد؛ ج 20 ص 337، كلمة 860.