من السهل جداً تعلم الظلم والاستبداد،والفساد واللامبالاة، وغيرها من الرذائلالأخلاقية.
قال علي عليه السلام: «ما أصعب اكتسابالفضائل وأيسر إتلافها» (1).
العار الاجتماعي:
إن الوالدين والكبار في هذه العائلاتيتأثرون لمشاهدة التصرفات الشريرةللشباب، وذلك خوفاً مما قد يصيب العائلةمن سمعة سيئة وعار اجتماعي ويقولون: إنهؤلاء الشباب قد أساءوا لسمعة العائلةوكرامتها بتصرفاتهم السيئة.
وإذا كان الكبار في العائلة متمسكينبالتعاليم الدينية فإن انزعاجهم يكونمضاعفاً، أولاً للإساءة إلى سمعةالعائلة، وثانياً بسبب مخالفة القراراتالدينية.
إن الخلاف بين الكبار والشباب في هذهالعائلات لا يمكن أن يأخذ شكلاً علمياًواستدلالياً، لأن الطرفين يفتقدان العلموالاستدلال، ويتصف اختلافهم بالاعتراضوالمؤاخذة، أو العنف، أو المشاجرةوالصراخ، وقد ينتهي أحياناً بالضربوالجرح، وربما القتل والجريمة.
الشباب المتعلم والشيوخ الاميون:
إن المشكلة الكبرى هي في العائلات التييكون كبارها قد حرموا من التعليم في مرحلةالطفولة لعدم وجود مدرسة أو معلم أو لأيسبب آخر وبقوا اُميين، ولكن أبناءهمالشباب درجوا في مدارج العلم نتيجة وجودالظروف التعلمية، ودخلوا المدارس منذالصغر. في مثل هذه العائلات ولاختلافالمستوى العلمي والثقافي، توجد خلافاتكثيرة بين الشباب والشيوخ في الكثير منالقضايا، وهذا ما يدفعهم للمواجهة.
(1) شرح ابن أبي الحديد، ج 20 ص 259 الكلمة، 38.