في مثل هذه العائلات، مع أن الشبان لديهمآراء مخالفة للكبار في بعض القضايا، قلمايؤدي الاختلاف إلى تضادٍ ينتهي إلىمشاجرة.
الانتقاد التحقيري:
إن بعض الشباب المتسرع والمتطرف فيالغرور والكبر نتيجة إنهائهم بعض المراحلالدراسية، يقدمون على أعمال خاطئة بحجةانتقاد أساليب الكبار في محيط العائلة أوالمجتمع، لأنهم يعتبرون أنفسهم ممثلين عنالثقافة الجديدة، أو من أتباعها،وتقدميين، ولذا يتجاهلون الكثير منالحقائق، كما يتجاهلون التعاليم الإلهية،ويحتقرون الأشخاص المؤمنين، ولا يعيرونالمبادئ الأخلاقية أهمية، ويعتبرونالآداب والسنن الاجتماعية تافهة، ويسحقونالمبادئ التي تشكل أساس سعادة الفردوالمجتمع، وهم بعد كل ذلك فرحون لأنهميتصورون أنفسهم أحراراً.إن أمثال هؤلاء الشباب يهينون وبكل وقاحةالكبار في العائلات ويتهمونهم بالخرافيةوبأنهم أتباع الثقافة القديمة والأفكارالرجعية والأعمال الخاطئة، وهؤلاء الشبابلا يطيعون الشيوخ وتقاليدهم بل هميهاجمونهم قدر ما يستطيعون، وينتقدونهم،بحق أو غير حق. وأحياناً، ولكي يشعرواالآخرين بوجودهم، يتجاوزون حدود الإنتقادإلى السخرية من أفكارهم والاستهزاءبأعمالهم. فيغضب الكبار للتصرفات المهينةوالكلمات الحادة التي يوجهها لهم الشبابالمغرور، فينهضون لمواجهتهم بالبحثوالنقاش، ولكي يثبتوا صحة أفكارهموأعمالهم، يأتون بالأدلة، ولكن وبسببجهلهم، وافتقارهم إلى العلم، ونتيجةأفكارهم واستدلالاتهم الضعيفة، فإنهم لايتمكنون من البحث بقوة، أو إثبات صحةأقوالهم، حتى وإن كانت صحيحة فعلاً،ونهاية الأمر أن النزاع والخلاف يبقى يهددالمحيط العائلي، ثم إنه لو فرض أن أقوالهمكانت صحيحة ومستدلة ومقبولة فإن الشبان لايرضخون لهم أيضاً، ولا يقبلون استدلالهم،لأنهم يتصورون أن منزلتهم العلمية أكبروهم غير مستعدين للإستسلام والاعترافبالفشل.