كلما اتسع نطاق التربية والتعليمالرسميين ازداد تعارض هذه النوعين منالمعلومات (الإرادية واللاإرادية)، فيحظىحل هذا التعارض بأهمية أكبر» (1).
إن الآباء والأمهات الذين لم يحصلوا علىتعليم مدرسي، تنحصر معلوماتهم نتيجةتجاربهم الحياتية التي اكتسبوها بصورةغير مباشرة من الكبار، وما تعلموه منالمجتمع، ولعلمهم أن مقدار هذه المعلوماتلا يكفي لتلبية حاجات عالم اليوم فإنهميبعثون بأبنائهم منذ الصغر إلى المدارسليكسبوا علماً يمكنهم من خلاله رسم حياتهمالمستقبيلة الملائمة لظروف الحياةالجديدة.
بداية الاختلاف:
يذهب الأطفال إلى المدرسة، ويحصلون طوالسنوات على معلومات مختلفة تترك بالتدريجآثاراً على أفكارهم، وتتسع قوة استدلالهمويزداد مستوى إدراكهم. وعندما يصلون سنالشباب ويستيقظ فيهم حس البحث والتحقيق،عندها يرون أن قسماً من آراء وعقائدالكبار، وكذلك جزءاً من الآداب والتقاليدالموجودة في العائلة والمجتمع لا تنسجم معما تعلموه في المدرسة، أو يبدو لهم ذلك،وكلما استمروا في دراساتهم فإن مواضعالاختلاف تزداد.
إن هذا (التضاد) الفكري، يدفع بالشبانالمثقفين أن يطرحوا مطالبهم أمامالوالدين والكبار، وأن يناقشوهم،وينتقدوا أفكارهم وأعمالهم، لكي يثبتواوجودهم ويظهروا كفاءاتهم عن هذا الطريق.
الانتقاد بحسن النية:
إن بعض الشباب ينتقدون عن حسن نيةوواقعية، بهدف إصلاح العائلة والمجتمع،ولهذا السبب فإنهم يراعون حدود الأدبوالأخلاق في كلامهم، ويدلون بانتقادهم معحفظ احترام الوالدين والكبار.
(1) مقدمة على فلسفة التربية والتعليم، ص 12.