لقد نهض النبي الأكرم صلّى الله عليه وآلهوسلّم لمعارضة سنة عبادة الأوثان التيكانت من أكبر وأهم الآداب والتقاليدالاجتماعية في الجزيزة العربية، وواصلجهاده بالتعاون مع الشبان المؤمنين حتىبلغ مرحلة الانتصار، فلقد تمكن قائدالإسلام العظيم النبي الأكرم صلّى اللهعليه وآله وسلّم أن يحطم 360 صنماً كانتموجودة داخل الكعبة المكرمة، وكذلكالأصنام الموجودة في سائر المدن والقرىآنذاك، فأزال عادة عبادة الأوثانالجاهلية من المحيط الاجتماعي، وأنقذالناس من هذه العقيدة الخرافية.
تقاليد الجاهلية:
إن فساد وانحراف العرب قبل الإسلام لميقتصر على عقيدة الشرك الوهمية وعبادةالأوثان، وإنما كانت الآداب والسننالمناقضة للعقل والفطرة في جميع مظاهرحياة الناس، وكذلك تفشي التقاليدالمخالفة للعدل والإنصاف في جميع الأماكن.
فقد كان الاعتداء يقع على شرف وحياة الناسفي المحيط الجاهلي، وكانوا يهدرون كرامةالأشخاص في المحافل والمجالس، والسيوفتشهر لأدنى ذريعة، والدماء تسفك دون سببمعقول، في ذلك المحيط أيضاً لم يكنالأطفال بمنجىً، فطبقاً للعادات المحليةكان وأد البنات وقتل الأطفال الأبرياء منإملاق عرفاً قائماً.
وأما بالنسبة للنساء، اللواتي كن يمثلننصف المجتمع، فلم يعترفوا لهن بحق، فكانوايحتقرونهن بشتى الوسائل، وأحياناً كانالأزواج يبيعون زوجاتهم كالأغنام في سوقالنخاسة، وأحياناً يخسرونهن في المقامرة،وكانت المرأة مجبرة أن تستسلم للرابح فيالمقامرة.
الاعتداء على الأموال:
كذلك كانت أموال وثروات الناس، كعرضهموشرفهم، عرضةً للنهب والسلب، فالقوافلالتجارية كانت تتعرض للهجوم والسرقة،وكانوا يعتقدون أن