إن الأشخاص المثقفين، نتيجة كسب علمأكثر، يفهمون أكثر وبإمكانهم تحليلالمواضيع بصورة أفضل، وبمقدار ما اكتسبوهمن العلم يمكنهم أن يعرفوا الصحيح منالخطأ. إن إشعاع العلم ينير ضمير الإنسان،ويغير من نظرته إلى الأشياء، ويكشف له عنالحقائق الكامنة. إذاً فإن هناك فارقاًكبيراً بين المتعلمين والجهلة، كما جاء فيالقرآن الكريم: (قل هل يستوي الذين يعلمونوالذين لا يعلمون إنما يتذكر أولواالألباب) (1).
قال علي عليه السلام: «ليت شعري أي شيءأدرك من فاته العلم بل أي شيء فات من أدركالعلم» (2).
النفس الضعيفة:
إن اكتساب العلم وارتفاع مستوى الفكر، منأفضل الوسائل للخلاص من قيود الخرافاتوالمعتقدات الوهمية، ولهذا السبب فإنالعائلات المثقفة وكذلك الشعوب المتطورةعلمياً وثقافياً نادراً ما تتعرض للأفكارالخرافية والآداب والتقاليد الجاهلية.وبالعكس فإن العائلات الاُمية والشعوبالتي لم تتلق ثقافة صحيحة، ومتخلفةعلمياً، تكون نفوسها ضعيفة، سرعان ما تؤثرفيها الأفكار الخاطئة. إن هؤلاء ونتيجةفقدانهم للمعلومات، ولعدم نضوج أفكارهم،لا يمكنهم أن يعرفوا علل الأشياء ولايستطيعون تحليل الاُمور وفهمها ومعرفةالصواب من الخطأ، ولهذا السبب فإنهميتقبلون الخرافات والأوهام بسهولة.
الاعتقاد بالأوهام:
«سايغون ـ وكالة الأنباء الفرنسية: ظهرتثلاث قطع كبيرة جداً وعجيبة من البطاطا فيثلاثة أماكن مختلفة دفعة واحدة في
(1) سورة الزمر؛ الآية: 9.
(2) شرح ابن أبي الحديد لنهج البلاغة، ج 20 ص289، كلمة 299.