هذا العمل دليل على الشجاعة والشهامة،وفي المدن كان الأقوياء ورؤساء القبائليغتصبون أموال الناس بالقوة، ويرثونالموتى دون أن يعطوا لذويهم شيئأً ويأكلونأموال اليتامى، ويخونون الأمانة. كانتجميع هذه الممارسات الظالمة والخاطئة منعادات وتقاليد مجتمع ذلك العهد. والأجيالتأخذها عن المجتمع وتقلدها بشكل أعمى.
لقد قضى رسول الله صلّى الله عليه وآلهوسلّم بصلابة وإرادة لا تتزعزع، طوالثلاثة وعشرين عاماً، هي مدة رسالته، علىجميع هذه الآداب والتقاليد الخاطئة، وطهرالمجتمع من جميع هذه الشرور، وفي حجةالوداع، في السنة الإخيرة من عمره الشريف،ألقى خطبة في جمع من الناس، أشار في جوانبمنها إلى الأنحرافات الإجتماعية في العصرالجاهلي، وأشار إلى تعاليم القرآن الكريموبين الإصلاحات الأساسية للإسلام في ذلكالمجال. ولمزيد من الإطلاع ننقل فيما يليجانباً من عبارات تلك الخطبة.
الاسلام والاصلاحات السياسية:
حول احترام النفس والعرض في المجتمع قالصلّى الله عليه وآله: «أيها الناس إندماءكم وأعراضكم عليكم حرام إلى أن تلقواربكم».
وحول ضرورة أداء الأمانة، قال صلّى اللهعليه وآله وسلّم: «فمن كانت عنده أمانةفليؤدها إلى من ائتمنه عليها».
وحول الانتقام وأساليبه الخاطئة في العهدالجاهلي، قال صلّى الله عليه وآله وسلّم:«.... وإن دماء الجاهلية موضوعة... وإن مآثرالجاهلية موضوعة».
وحول حقوق النساء وإحياء شخصيتهنالاجتماعية قال صلّى الله عليه وآلهوسلّم: «أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقاًولكم عليهن حقاً».
بهذه العبارة القصيرة بين الرسول الأكرمصلّى الله عليه وآله وسلّم الحقوقالمتقابلة للمرأة والرجل في الإسلام،ورفض تضييع حقوق النساء، الأمر الذي كانسائداً في الجاهلية