جوهر النضید فی شرح التجرید

خواجه نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

نسخه متنی -صفحه : 299/ 196
نمايش فراداده

و لا بد في هذا الحكم من قياس خفي هو أنه لوكان اتفاقيا لم يكن دائما و لا أكثريافيحصل الجزم بتكرر المشاهدة و حصول القياسالمذكور باستناد الإسهال إلى السقمونيا(قال و المتواترات كالعلم بوجود مكة) أقولالقضايا المتواترة هي التي تسكن إليهاالنفس سكونا يزول معه الشك و يحصل به الجزمالضروري لكثرة الشهادات على سبيل الاتفاقو التواطؤ كالعلم بوجود مكة.

و ذهب قوم إلى أن العلم الحاصل به نظري وآخرون غير محققين حصروا عدد الشهاداتالمفيدة لليقين في عدد معين و هو خطأ فإناليقين غير متعلق بعدد محصور تؤثر فيهالزيادة و النقصان و إنما القاضي هواليقين ليس عدد الشهادات (قال و الحدسياتكالعلم بأن نور القمر مستفاد من الشمسإنما يحدسه الناظر في اختلاف تشكلاته بحسباختلاف أوضاعه منها) أقول القضايا الحدسيةتجري مجرى المجربات في تكرار المشاهدة ومقارنة القياس الخفي و هي قضايا مبدأالحكم بها حدس قوي من النفس يزول معه الشكو تذعن النفس بالقبول و ذلك مثل حكمنا بأننور القمر مستفاد من الشمس و إنما حصل لناذلك بحدس حصل لنا باختلاف تشكلات القمربحسب اختلاف أوضاعه من الشمس قربا و بعدا ومقابلة و مقارنة و تربيعا.

و الفرق بينه و بين التجربة أن السبب فيالتجربة معلوم السببية مجهول الماهية و فيالحدس معلوم بالوجهين (قال و القضاياالفطرية القياس كالعلم بأن الاثنين نصفالأربعة و الأخيرتان ليستا من المبادى‏ءبل و اللتان قبلهما أيضا و العمدة هيالأوليات)