أقول هذه قضايا تسمى قضايا قياساتها معهاو فطرية القياس أيضا و هي قضايا يحكم بهاالعقل لوسائط لا يخلو الذهن عنها البتةفهي تشابه الضروريات لعدم انفكاك العقلعنها في حين من الأحيان و إن كانت ذواتأوساط كالعلم بأن الاثنين نصف الأربعةفإنه حكم عقلي قطعي فطري حصل بوسط هو أنالاثنين عدد انقسمت الأربعة إليه و إلى مايساويه فهو نصف ذلك العدد فالاثنان نصفالأربعة.
و هذه الأربعة ليست من المبادىء لتوقفهاعلى وسائط و مبادىء غيرها و لأنها غيرعامة لاختلاف العقلاء فيها و المعتمد إنماهو الأوليات فإن المحسوسات أيضا غيرمشتركة بين العقلاء
(قال و البرهان إما برهان لم و هو الذييعطي العلة للوجود و التصديق معا كقولناهذه الخشبة مستها النار فهي محترقة.
و إما برهان إن و هو الذي يعطي التصديق فقطكقولنا هذه الحمى تشتد غبا فهي محترقة.
و الأوسط في برهان اللم هو العلة لا لنفسالأكبر بل للحكم به على الأصغر و إن كانمعلولا لأحدهما فإن كان معلولا للحكم يسمىدليلا و كان برهان إن و ينقلب أحدهما إلىالآخر بما يشبه قياسا دائرا) أقول الأوسطفي البرهان علة للتصديق بالأكبر علىالأصغر و إلا لم يكن الاستدلال به أولى منغيره فإن كان مع ذلك أيضا علة لوجود الأكبرسمي برهان لم لأنه يعطي اللمية في الوجود والتصديق معا فهو معط اللمية مطلقا فسمي بهكقولنا هذه الخشبة مستها النار و كل خشبةمستها النار فهي محترقة فالاستدلالبالمماسة على الاحتراق استدلال بالعلةعلى المعلول فكما أعطي المماسة الحكمبوجود الاحتراق في الذهن فكذا أعطته فينفس الأمر.