البديهي و الكسبي - جوهر النضید فی شرح التجرید نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و إن كان إنما يعطي العلة في التصديق لاغير و لا يعطي العلة في نفس الأمر سميبرهان إن كقولنا هذه الحمى تشتد غبا و كلحمى تشتد غبا فهي محترقة فاشتداد الحمىغبا علة للتصديق بثبوت الاحتراق في العقلدون الخارج و كلاهما معلولان للصفراءالمتعفنة خارج العروق.إذا عرفت هذا فاعلم أنا لا نشترط في برهاناللم أن يكون الأوسط علة لوجود الأكبرمطلقا بل لوجود الأكبر في الأصغر و بينهمافرق فإنه يمكن أن يكون الأوسط معلولاللأكبر أو الأصغر و هو مع ذلك علة لوجودالأكبر في الأصغر كما تقول هذه الخشبةتتحرك إليها النار فتصل إليها فحركة النارعلة للوصول و هي معلولة للنار فهاهناالأوسط معلول الأكبر. و كما تقول الإنسانحيوان و كل حيوان فهو جسم فالحيوان معلولللإنسان في الخارج و علة لثبوت الجسم له.فقد ظهر من هذا أن الشرط في برهان اللم أنيكون الأوسط علة لوجود الأكبر في الأصغر ويجوز أن يكون معلولا و لا يمكن العكسلاستحالة تقدم وجود الأكبر في الأصغر علىوجوده مطلقا.و اعلم أن برهان الإن ينقسم إلى ما يكونالأوسط معلولا لوجود الأكبر في الأصغر وإلى ما لا يكون كذلك و يسمى الأول بالدليلو هو عكس برهان اللم و ينقلب الدليل إلىبرهان اللم و بالعكس بما يشبه قياس الدورلاتحاد الحدود فيهما و اختلافهما فيالترتيب.و إنما قال بما يشبه قياس الدور و لم يقلإلى قياس الدور لأن القصد هنا ليسالمغالطة فلهذا كان شبيها بالقياس الدوريو لم يكن هو هوالبديهي و الكسبي
(قال و كل قضية تتضمن أجزاؤها علية الحكمفهي أولية لا يتوقف العقل فيه إلا على تصورالأجزاء فإنها ربما تكون خفية فإن كانتالعلة خارجة فهي مكتسبة و لا يحصل