(قال و العلل أربع ما منه و ما فيه و ما به وما له) أقول لما ذكر أن حكم القطعي بالشيءالذي له علة إنما يحصل عند وجود علته أشارهاهنا إلى بيان العلل و أقسامها.و اعلم أن العلة هي ما يتوقف عليها وجودالشيء فإن كان جميع ما يتوقف عليها فهيالعلة التامة و إلا فهي الناقصة.و أقسام العلل أربعة لأن وجود الشيءالمركب إنما يحصل بحصول أجزائه و فاعله وغايته فإذا حصل هذه الأشياء وجد الشيءفلا يتوقف على غيرها.و الأجزاء إما مادته [مادية] و هي التييحصل بها الشيء بالقوة كالخشب للسرير وإما صورته [صورية] و هي التي يحصل بهاالشيء بالفعل كالصورة السريرية.و الفاعل هو المفيد للوجود و الغاية مالأجله الشيء و إلى المادية أشار بقوله مافيه و إلى الصورية أشار بقوله ما به و إلىالفاعلية أشار بقوله ما منه و إلى الغائيةأشار بقوله ما له (قال و يقع الجميع فيأواسط البراهين كبيان الخسوف بمقاطرةالأرض للنيرين و وجوب وجود الإصبع الزائدةبوجود المادة المستعدة لقبول صورتهافاضلة عن المقدار الواجب و مساواة مثلثينتساوت أضلاع متقاطرة و زوايا تتخللهامنهما بالتطبيق و وجوب تعريض الطواحينبالاحتياج إلى جوده المضغ و قد يستعملالجميع في بيان شيء واحد) أقول كل واحدةمن هذه العلل تصلح أن تقع وسطا في البرهانأما وقوع العلة الفاعلية فكما تقول القمرمنخسف لأن الأرض وقعت مقاطرة للنيرينفمقاطرة الأرض علة فاعلية للكسوف.