بسم الله الرحمن الرحيم الحمد للهالمتفرد بوجوب الوجود المتوحد بالكرم والجود مبدع المواد الناقصة بحسب ذواتها وخالق الصور المختلفة لتكميلها بحسباستعداداتها واجب الوجود فلا يتطرق إليهالعدم في حين من الأحيان و واهب كل مستكملكماله فلا خلل في أفعاله و لا نقصان نحمدهعلى نعمه المتواترة و نشكره على آلائهالمتظافرة.و الصلاة على أشرف الأنفس الطاهرة خصوصاعلى محمد و آله الأنجم الزاهرة.و بعد فإن الله تعالى لما وفقني للاستفادةمن شيخنا المولى الإمام الأعظم و العالمالمعظم أفضل المتأخرين على الإطلاق و أكملالمعاصرين في الفضائل و الأخلاق نصيرالملة و الدين محمد بن محمد بن الحسنالطوسي قدس الله روحه الزكية و أفاض علىتربته المراحم الربانية وقفت على المختصرالموسوم بالتجريد في علم المنطق فوجدته قداشتمل على مسائل شريفة بعبارات لطيفة تعسرالاطلاع على معانيها و تعذر الوقوف علىفحاويها قد جمع فيه مطالب القدماء و مازاده المتأخرون من العلماء فشرعت في إملاءهذا الكتاب الموسوم بالجوهر النضيد في شرحكتاب التجريد لإبانة مشكلاته و تحليلمعضلاته راجيا من الله تعالى النفع به وانتفاع المستفيدين منه و أن يرفع ذلك فيصالح العمل إنه المرجو لكل أمل و هوالمستعان و عليه التكلان (قال المصنف نورضريحه بسم الله الرحمن الرحيم نحمد اللهحمد الشاكرين و نصلي على محمد و آلهالطاهرين.و بعد فإنا أردنا أن نجرد أصول المنطق ومسائله على الترتيب و نكسوها حليتيالإيجاز و التهذيب تجريدا يتيسر للحافظتكرارها و لا يتعسر على الضابط تذكارهافجعلنا تلك الأصول مرتبة في تسعة فصول)
الفصل الأول في مدخل هذا العلم
(اللفظ يدل على تمام معناه بالمطابقةدلالة الإنسان على الحيوان الناطق و علىجزئه بالتضمن دلالته على بعض أجزائه و علىملزومه خارجا عنه بالالتزام دلالة الضاحكعليه) أقول هاهنا مباحث أحدها أن المنطق هلهو علم أم لا و قد اختلف فيه و الحق أنه علممتعلق بالمعقولات الثانية و إن لم يكنعلما بالمعقولات الأولي و هو داخل تحتمطلق العلم و قول المخالف إنه آلة فياكتساب العلوم فلا يكون علما خطأ لأنه ليسآلة لجميعها حتى البديهيات و النظرياتالتي لا يتطرق إليها الخطأ بل لبعضها ويجوز أن يكون بعض العلوم آلة لغيرهكالهندسة و غيرها.و الثاني أن المنطقي لا نظر له بالذات فيالألفاظ و إنما نظره الذاتي في المعانينعم إنه إنما ينظر في الألفاظ بقصد ثان لابحسب لغة خاصة بل مطلقا كنظره في تقسيمدلالات