(الخطابة صناعة علمية يمكن معها إقناعالجمهور فيما يراد أن يصدقوا به بقدرالإمكان) أقول عقب صاحب المنطق صناعةالمغالطة بصناعة الخطابة لأنها تفيدإقناعا و تصديقا يمكن معه النقيض و لا يقومغيرها مقامها في ذلك لقصور عقول العامة عنإدراك الكليات الناظر فيها البرهاني والجدلي فسقطا عن درجة هذا الاعتبار و لماكانت المغالطة كاذبة لم تكن مفيدة هناأيضا فسقطت و بقي المفيد للإقناع فيالأمور الجزئية إنما هو هذه الصناعة وكانت الحاجة ماسة إليها لاشتراك أشخاصالنوع في الحاجة إلى التشارك المحتاج إلىالمجاورة و المعاملة و العدل لا يتناولالأشخاص الجزئية الغير المحصورة لعدمانتهائها إلا بوضع قوانين كلية كالشرع وعقائد راسخة في عقول الخاص و العاممستفادة من العقل العملي و تقرير تلكالقواعد لا يمكن بالقياس البرهاني والجدلي لقصور العامة عن إدراكهما فدعتالضرورة إلى وضع هذه الصناعة المتكفلةبذلك.إذا عرفت هذا فنقول الخطابة صناعة علميةيمكن معها إقناع الجمهور فيما يراد أنيصدقوا به بقدر الإمكان.و الإقناع هو التصديق الغالب بالشيء معاعتقاد أنه يمكن أن يكون له عناد و خلافإلا أن النفس تصير بما تسمعه من هذا الفنأميل إلى التصديق به من عناده و خلافه وذلك هو الظن الغالب