(قال و الشعر التام يحاكي بالكلام المخيلو بالوزن و بالنغمة المناسبة إن قارنتها والكلام يحاكي إما بالألفاظ أو بالمعاني أوبهما و كل واحد منهما إما بحسب جوهره أوبحسب حيلة فالألفاظ تحاكي بجوهرها إذاكانت فصيحة جزلة و المعاني تحاكي إذا كانتغريبة لطيفة و هما معا إذا كانت العبارةبليغة أدت حق المعنى اللطيف من غير زيادةأو نقصان و أما المحاكاة بحسب الحيل فهيالتي تسمى بالبديع و الصنعة فمنها ما يختصبالشعر و منها ما يختص بالكلام المنثور ومنها ما يتشاركان فيه و قد تكون بمشاكلات ومخالفات تامة أو ناقصة في الألفاظ أو فيأجزائها أو في المعاني أو فيهما و لها علمخاص يتكفل ببيانها.و الاستعارة و التشبيه من المحاكاة والمحال منها تسمى خرافات [جزافا] و ربماتكون أملح.و المحاكاة الشعرية تكون إما بالاستدلالو إما بالاشتمال و الأول أن يدل بالتشبيهعلى الشبيه و الثاني أن يتراءى بشيء ويراد غيره [و إيراد شيء آخر].و الاستدلال إما بالمحاكاة المطابقة أوبغير المطابقة الممكنة أو المحالة أوبالتذكر كالربع للحبيب و إما بالمشابهةكالشراب للماء.و سوء محاكاة الشاعر كغلط الشاعر كغلطالقائس و هو بتقصير أو تحريف أو كذب ممكنأو محال. و لا يمكن إعداد المواضع والأنواع للمخيلات كما تعد للمشهوراتلأنها كلما كانت أغرب فهي ألذ و أعجب) أقولالشعر التام يحاكي بثلاثة أشياء.الأول بنفس الكلام المستعمل فيه المخيلاتو الثاني بالوزن أي تناسب نظام الأبعادالموسيقية لأنه قد يكون وزن يقتضي طيشا ووزن يقتضي وقارا و الثالث بالنغمةالمناسبة إن قارنتها [قاربها] أي يحاكيالشعر بالنغمة المناسبة لنظام إيقاعاتالنقرات