(قال و الذي يقال في جواب أيما هو في جوهرهأعني خصوصية كل نوع فهو فصل مقوم لذلكالنوع و لما تحته مقسم لجنسه و لما فوقه)أقول كل واحد من الأنواع المندرجة تحت جنسيختص بشيء يميزه عن الآخر مغاير لما بهالاشتراك و هو خصوصية كل نوع من تلكالأنواع و تلك الخصوصية لما كانت مميزةكانت صالحة للجواب عن السؤال بأيما هو فإنطالب أي إنما يطلب التميز و لا يصلح لجوابما هو لأنه يدل على الماهية بالالتزام و هومجتنب عنه في جواب ما هو و ذلك كالناطقفإنه إذا سئل عن الإنسان فقيل أي حيوان هوكان الجواب هو الناطق فهو يفيد التميز.و اعلم أن التميز قد يكون ذاتيا و جوهريا وقد يكون عرضيا فالذي يفيد التميز الذاتيهو الفصل و الذي يفيد التميز العرضي هوالخاصة فإنها يفيد تميزا لكنه عرضي لاجوهري فلهذا قيد في الفصل بقوله في جوهره.فرسم الفصل إذا هو كلي مقول على الشيء فيجواب أيما هو في جوهره.و لما كان الفصل مقوما للنوع كان مقومالما تحته لأن النوع حينئذ يكون جزءا لماتحته و جزء الجزء جزء.و لما كان الفصل مميزا لبعض أفراد الجنسعن بعض كان مقسما له بمعنى أنه يقتضيانقسام الجنس إلى طبيعتين إحداهما نوع ذلكالفصل و أخرى غيره و حينئذ يكون مقسما لمافوقه لأن وجود السافل في طبيعتين يقتضيوجود العالي فيهما