(وجود الشيء في الكتابة بحسب الأغلب يدلعلى وجوده في العبارة و هو دائما يدل علىوجوده في الأذهان و همان بالوضع و هو علىالذي في الأعيان و هو بالطبع و الأطرافبتوسط الأوساط) أقول لما فرغ من البحث عنالمفردات المفيدة لاكتساب التصورات شرعفي البحث عن المركبات أعني القضايا وأحكامها المفيدة لاكتساب التصديقات و قبلأن يشرع في المقصود مهد قاعدة دالة علىالعلاقة الراسخة بين اللفظ و المعنى بحيثيؤثر أحوال اللفظ في أحوال المعنى.إذا عرفت هذا فنقول للشيء وجود فيالأعيان ذاتي له لا بالنظر إلى أذهانالمتصورين و وجود في الأذهان إذا تصور وحصلت صورته في ذهن المتصور له و وجود فيالعبارة إذا تلفظ باسمه الدال عليه و وجودفي الكتابة إذا رقم صورة تدل على اللفظالدال عليه.فالوجود في الكتابة يدل غالبا على وجودهفي العبارة لا دائما إذ قد يوجد كتابة منغير تلفظ بعبارة بل ينتقل الذهن منها إلىالمعنى من غير ذكر المكتوب أما الوجود فيالعبارة فإنه دائما يدل على وجوده فيالذهن إذ المتلفظ بالاسم إنما يتلفظ بهإذا تصور معناه إما إجمالا أو تفصيلا وهاتان الدلالتان وضعيتان تختلفان باختلافالأوضاع.و أما دلالة ما في الذهن على ما في الخارجفهي طبيعية لا تختلف باختلاف الناس.