(قال و المشهور أن الضدين أمران ينسبانإلى موضوع و لا يمكن أن يجتمعا فيهكالذكورة و الأنوثة و التحقيق يقتضيكونهما موجودين في غاية التخالف تحت جنسقريب يصح منهما أن يتعاقبا على موضوع أويرتفعا عنه كالسواد و البياض) أقول تقابلالضدين يطلق في المشهور على معنى و فيالتحقيق على معنى آخر.أما في المشهور فيطلق الضدان على كل أمرينينسبان إلى موضوع واحد و لا يمكن أن يجتمعافيه سواء كانا وجوديين أو أحدهما و سواءاندرجا تحت جنس قريب أو لا كما يجعلونالذكورة ضد الأنوثة.و أما بحسب التحقيق و هو مصطلح الحكماءفيطلق الضدان على كل وجوديين بينهما غايةالتباعد بشرط اندراجهما تحت جنس قريب يصحمنهما أن يتعاقبا على موضوع واحد وارتفاعهما معا عنه فقولنا وجوديين يخرجمنه العدم و الملك كالذكورة و الأنوثة وقولنا بينهما غاية التباعد يخرج منهالحمرة و الخضرة مثلا و قولنا تحت جنس قريبليخرج عنه مثل العشق الذي هو مستفاد منإفراط قوة الجذب و الانتقام الذي هو منإفراط قوة الدفع
الملكة
(قال و أما الملكة فالمشهور أنها ما يوجدفي موضوع وقتا ما و يمكن أن ينعدم عنه و لايوجد بعده كالإبصار و العدم انعدامها عنهفي وقت إمكانها كالعمى.و التحقيق يقتضي أنها ما ينسب إلى موضوعيكون طبيعة ذلك الموضوع الشخصية أوالنوعية أو الجنسية قابلة له كالزوجية والعدم عدمها بالنسبة إلى قابلها كالفردية)أقول كما اختلف تفسير الضدين بحسب الشهرةو التحقيق كذلك اختلف تفسير الملكة بحسبالشهرة و التحقيق.أما بحسب الشهرة فإنها عبارة عما يوجد فيموضوع وقتا ما و يمكن أن ينعدم و لا يوجدبعده