(قال و ناقض الوضع بإقامة الحجة سائل وغاية سعيه أن يلزم و حافظه مجيب و غايةسعيه أن لا يلزم) أقول الجدلي يقال لشخصينأحدهما سائل و هو الذي ينقض وضعا ما بإقامةالحجة من مقدمات يتسلمها من الخصم و غايةسعيه أن يلزم صاحبه.و الثاني مجيب و هو الذي يحفظ رأيا مابمقدمات مشهورة و غاية سعيه أن لا يلزم
مبادىء الجدل
(قال و مبادىء الجدل عند السائل هي مايتسلمه عن المجيب و عند المجيب الذايعات وهي المشهورات الحقيقية إما مطلقة يراهاالجمهور و يحمدها بحسب العقل العمليكقولنا العدل حسن و يسمى آراء محمودة أوبحسب خلق أو عادة أو قوة من القوىالنفسانية كحمية أو رقة [رأفة] أو بحسباستقراء و بالجملة بحسب شيء غير بديهيةالعقل النظري و إما محدودة يراها جماعة أوأهل صناعة كامتناع التسلسل عند المتكلمين)أقول لما كانت غاية البرهان هي إظهار الحقكانت مبادئه أعني المقدمات المستعملة فيههي اليقينيات لا غير و لما كانت غاية الجدلهي الغلبة على الخصم بحيث يدركه الجمهوركانت مبادئه مسلمات و مشهورات فمبادىءالجدل عند السائل هي المسلمات التي سلمهاالمجيب و اعترف بها و أما عند المجيبفالذائعات و هي المشهورات الحقيقة.و إنما قيد بالحقيقة احترازا منالمشهورات الغير الحقيقية كقولنا انصرأخاك و لو كان ظالما أو مظلوما فإن المشهورالحقيقي يقابله و هو قولنا لا تنصر الظالمو إن كان أخاك.