فإنه يقتضي اللاقسمة لا اقتضاء أوليا بلباعتبار المعلوم و هذا الحد أولى من حدالمصنف رحمه الله لأنه يدخل فيه النقطة والوحدة و الآن مع أنها ليست من الكيف (قال وقد يتضاد و يشتد و يضعف) أقول من الكيف مايتضاد في أفراده كالسواد و البياض بخلافالجوهر و الكم فإن التضاد منتف عنهما.
و أيضا من الكيف ما يقبل الشدة و الضعفكالسواد و البياض بخلاف الجوهر فإن الجسميشتد في سواده إلى أن يبلغ الغاية كذلكيأخذ في الضعف إلى أن يبلغ غاية البياض وهذه الخاصة و هي قبول الاشتداد و الضعف لايوجد في الكم فإنه لا يعقل ثلاثة أشد منثلاثة أخرى و لا خط أشد في خطيته من خط آخرو إن كان أزيد فإن الزيادة غير الشدة و لايوجد في الجوهر لأن معنى الاشتداد هواعتبار المحل الواحد الثابت إلى حال فيهغير قار يتبدل نوعيته و يوجد في كل آن نوعمن تلك الأنواع من غير أن يبقى آنين بحيثيكون في كل آن متوسطا بين ما يوجد في ذلكالآن و ما يكون قبله و بعده و هذا لا يعقلإلا في العرض.
و في هذا الموضع أبحاث دقيقة ذكرناها فيكتبنا العقلية
(قال فمنه ما يختص بالكميات كالاستقامة والشكل و الزوجية و منه الانفعاليات والانفعالات و هي المحسوسات كحمرة الدم والخجل و منه الملكة و الحال و يختص بذواتالأنفس كصحة المصحاح و غضب الحليم و منهالقوة و اللاقوة كالمصحاحية و الصلابة وما يقابلهما) أقول أقسام الكيف أربعةأحدها الكيفيات المختصة بالكميات أماالمتصلة كالاستقامة و الانحناء و الشكل والمنفصلة كالزوجية و الفردية.