جوهر النضید فی شرح التجرید

خواجه نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

نسخه متنی -صفحه : 299/ 217
نمايش فراداده

أقول الحد على قسمين منه ما هو بحسب الاسمو منه ما هو بحسب الماهية. فالأول هو الذييفسر الاسم و يشرحه و يندرج فيه الموجود والمعدوم.

و الثاني هو القول المفيد لتصور الحقيقةفي نفسها و إنما يكون بعد الوجود و إناشتمل على جميع المقومات من أجناسها وفصولها كان حدا تاما كما تقول الإنسانحيوان ناطق و إن أخل ببعض المقومات كان حداناقصا كما تقول الإنسان جسم ناطق و كذا لوذكر جميع أجزاء الماهية [الأجزاء المادية]و أخل بالجزء الصوري كما تقول الإنسانناطق حيوان فإنه أيضا من الحدود الناقصة(قال و ربما صار شرح الاسم بعينه بعدالإثبات حدا حقيقيا) أقول الحد بحسب الاسمقد يصير حدا بحسب الماهية بعينه إذا بينثبوت المحدود و تحققه في الخارج كمن يقولما المثلث المتساوي الأضلاع فإذا قيل لهإنه شكل أحاط به ثلاثة خطوط متساوية كانحدا بحسب الاسم فإذا برهن على وجوده فيالشكل الأول من أقليدس كان المذكور أولاحدا بحسب الحقيقة

كيف يكتسب الحد

(قال و لا يكتسب الحد بالبرهان لأنالمقومات لا يلحق بعلل غير أنفسها و لذلكتكون واضحة بذواتها فلا وسط أوضح منها)أقول اعلم أن الحد لا يكتسب بالبرهانلوجهين الأول إن الحد مركب من الذاتياتالمقومة للشي‏ء المحدود و مقومات الشي‏ءإنما تلحقه لذاته لا لعلل مغايرة لذاتهلأن تصوره متضمن لتصور المقومات و تصورثبوتها له و لأجل أن المقومات تلحق ما هيمقومة له لذاته لا لعلل متوسطة كانت واضحةالثبوت له إذ لا علة لها فلا وسط أوضح منها.