جوهر النضید فی شرح التجرید

خواجه نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

نسخه متنی -صفحه : 299/ 222
نمايش فراداده

النطق و العوارض كالأبعاد في فصل الجسم)أقول المعلولات أيضا قد تقع كالفصول بأنتكون مبادى‏ء لها كالعلل كما أن النطق يقعفي تعريف الإنسان حيث نقول الإنسان حيوانناطق و النطق معلول الإنسان الذي من شأنهالنطق.

و كذلك العوارض للمحدود يقع أيضا في حدهكوقوع الأبعاد الثلاثة في حد الجسم حيثتقول إنه الجوهر القابل للأبعاد الثلاثة وهي عوارض الجسم الطبيعي (قال و يتشاركالبرهان و الحد في أجزائهما كقولنامبرهنين الغيم جرم مائي ينطفي فيه النار وكلما هو كذلك فقد يحدث فيه صوت فالغيم قديحدث فيه صوت و كل صوت يحدث في الغيم فهورعد فالغيم قد يرعد و قد تم بقياسين علىالأوسطين أحدهما مبدأ البرهان و الآخركماله و يليه الجنس.

فإذا حددنا انعكس الترتيب فقلنا الرعدصوت يحدث في الغيم لانطفاء النار فيه و إناقتصرنا فيه على المبدإ أو الكمال نقصالحد) أقول إن الحد و البرهان قد يتشاركانفي الأجزاء فيستعمل في البرهان ما يستعملفي الحد من الأجزاء كما لو برهنا على أنالغيم يرعد بقولنا إن الغيم جرم رطب مائيينطفي فيه نار و كل جرم رطب مائي ينطفي فيهنار فقد يحدث فيه صوت ينتج فالغيم قد يحدثفيه صوت ثم نجعل النتيجة مقدمة صغرى فنقولالغيم قد يحدث فيه صوت و كل صوت يحدث فيالغيم فهو رعد ينتج فالغيم قد يرعد.

فهذه النتيجة حصلت بقياسين اشتملا علىحدين أوسطين أحدهما انطفاء النار في الغيمو الثاني حدوث صوت فيه و لو اقتصرنا علىأحدهما لم تحصل النتيجة الأخيرة و يقالللأوسط الأول إنه مبدأ البرهان لأنه أوسطفي أول القياسين و يقال للثاني إنه كمالالبرهان لتمامه به و الأول من الأوسطينعلة للثاني.