جوهر النضید فی شرح التجرید

خواجه نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

نسخه متنی -صفحه : 299/ 246
نمايش فراداده

مواضع الأولى و الآثر

(قال و من مواضع الأولى و الآثر كما يقالكل ما هو أدوم أو أشرف أو أنفع أو أكمل أوأقدم أو أغني أو ألذ فهو آثر و مختارالأفاضل و ما يرغب فيه قوم كثير و ما هو تحتجنس أفضل و ما يؤدي إلى غاية أسرع و ما يفيدخيرا أكثر و ما يفيد خيرا بالذات و المطلوببنفسه و المطلوب في وقته و ما يصدر عنهفعله الخاص و ما يخاف على تلفه أكثر فهوآثر من غيره) أقول هذه مواضع الأولى والآثر و أصلها ترجيح أحد الشيئين الذينبينهما اشتراك بوجه من الوجوه على الآخر.

و كل ما هو أدوم من غيره فهو آثر و كل ما هوأشرف فهو آثر من الخسيس بالنسبة إليه و إنكان شريفا كالحكمة من الموسيقى و الأنفعآثر كالصحة فإنها أنفع من الجمال و الأجملمن غيره آثر.

و ما كان من الأشياء التي هي أقدم آثركالصحة فإنها آثر من القوة لأن الصحة فيالأخلاط الأولى و المزاجاة و هذا فيما بعد.

و الأغنى آثر كاليسار فإنه آثر من التجارةو الألذ آثر كإدراك المعقولات فإنها ألذمن إدراك المحسوسات و مختار الأفاضل و مايفضله المعتبرون من أهل الفطنة أو أهلالعلم كالمعقولات على المحسوسات و ما هوتحت جنس أفضل آثر كالجسم و السواد فإنالجسم تحت جنس الجوهر و هو أفضل من العرض[الكيف‏] و ما يؤدي إلى غاية أسرع كالأسبابالنافعة في المعاش فإنها آثر عند العامةمن الأسباب النافعة في المعاد.

و ما يفيد خيرا أكثر آثر و ما يفيد خيرابالذات آثر مما يفيده بالعرض كاليسار والمعاش.

و المطلوب بنفسه آثر من المطلوب لغيرهكالصحة و الرياضة و المطلوب في وقته آثر منالمطلوب في غير وقت حصوله كالتعلم في وقتالشباب فإنه آثر منه في وقت الشيخوخة و مايصدر عنه فعله الخاص كالإنسان العاقل منالإنسان الشجاع و ما يخاف على