جوهر النضید فی شرح التجرید

خواجه نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

نسخه متنی -صفحه : 299/ 260
نمايش فراداده

وصايا للمجيب

(قال و أوصى المجيب الذي يحفظ وضعا مشهوراأن لا يمتنع من تسليم المشهورات و الحافظغيره قد يمتنع و يعتذر له بأن يستفسر عنالألفاظ المبهمة و المصطلحات الغريبة.

و ممانعته إما بحسب القول و هو أن يمنعمقدمات السائل و يلحق بما يسلمه قيودا لايتوجه الإلزام معها و إما بحسب القائل و هوتشويشه بأفعال خارجة عن الصناعة و ذلكقبيح دال على العجز) أقول لما فرغ من وصاياالسائل شرع في وصايا المجيب و اعلم أن كلامالمجيب إما على سبيل التعليم أو التعلم أوعلى سبيل الجدل أو على سبيل الارتياض أوعلى سبيل المغالبة و المخاصمة [المغالطة والمخاطبة].

و تختلف المذاهب في ذلك بحسب اختلافالمقاصد فإن المعلم يدري ما ذا يقول و لماذا يقول و المتعلم قد لا يدري و السائليدري ما يريد بسؤاله و المجيب قد لا يدري والجدلي المرتاض هو الذي يقصد بالوصاياهاهنا.

إذا عرفت هذا فنقول المجيب لا يخلو إما أنيكون وضعه الذي يجب عليه حفظه مشهورا أوشنيعا أو ذاك و لا هذا فإن كان مشهوراامتنع عن تسليم الشنيعات لأن نقيض وضعهشنيع و هو نتيجة السائل و لا ينتجهاالمشهورات فإن الأغلب هو أن كل شي‏ء ينتجما يشبهه في وقته فالمشهور من المشهور والشنيع من الشنيع و ينبغي له أن يسلمالمشهورات و ما هو أقل شناعة من النتيجة إنكان وضعه مشهورا على الإطلاق كالمشهوراتعلى الإطلاق و إن كان عند بعض فالمشهوراتعند ذلك البعض.

و إن كان شنيعا و هو الذي يحفظ وضعا غيرمشهور بل شنيعا فينبغي له أن لا يسلمالمشهورات و يعتذر بأن يقول مثلا إني لمأسلم لك بعد أن الخير و الشر متقابلان فكيفأسلم أن العلم و الجهل متقابلان أو يعتذرلمنعه عن المشهور بالاستفسار عن ألفاظمبهمة أو مشتركة أو مصطلحات غريبة.