جوهر النضید فی شرح التجرید نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و إن كان وضعه لا شناعة فيه و لا شهرةفليسلم المشهور و الشنيع و لا يسلم ما ليسبشنيع و لا مشهور لما بينا من أن الأغلباستنتاج كل شيء مما يشبهه في وقتهفالمسافة بينها و بين إيضاح ما لا رأيمشهورا فيه بعيدة لا يسعها زمان محاورةواحدة.و ممانعته إما بحسب القول و هو أن يمنعمقدمات السائل و لا يبادر إلى تسليم مايراد منه و أن يجتهد في تسليم المقدمةمقيدة بقيود لا يتوجه معها الإلزام.و إما بحسب القائل و هو تشويشه بأفعالخارجة عن الصناعة كالاستهزاء به و الجبهبالشتم و السفه و غير ذلك و هو قبيح دال علىالعجزما ينبغي للمجادل(قال و من يتعاطى الجدل فينبغي أن يتمهر[يتمهد] في إيراد العكس و الدور لكل قياس وفي إيراد مقدمات كثيرة لإثبات كل مطلوب منمواضع مختلفة و كذلك لإبطاله و أن يكونآخذا من كل صناعة يجادل فيها بطريق صالح.و اعلم أن تعميم الأحكام للسائل و تخصيصهاللمجيب أنفع و إقامة الحجة بالسائل أخص والمقاومة و المناقضة و المعارضة بالمجيب وينبغي أن لا يتكفل السائل هدم كل وضع و لاالمجيب حفظه بل السائل يهدم الشنيع والمجيب يحفظ المشهور) أقول هذه وصايامشتركة بين السائل و المجيب فإن من يتعاطىصناعة الجدل ينبغي أن يتمهر [يتمهد] إذاأراد الارتياض في الجدل بالسؤال و الجواببأن يتعود عكس القياس فإنه يفيد القدرةعلى التوسع في الأقوال بحيث يجعل من قياسواحد أربعة أقيسة بحسب تقابل التناقض والتضاد و يفيد قوة على نقيض القياس من نفسالقياس إذا كان نقيض النتيجة مشهورا وكذلك يتمهر [يتمهد] في قياس الدور لهذهالفائدة أيضا و أن يتمكن من إيراد مقدماتكثيرة لإثبات كل مطلوب من مواضع مختلفة وكذلك لإبطاله و أن يأخذ من كل صناعة يجادلفيها بطرف صالح يقتدر معه على الإلزام ونقض الوضع و حفظه.