(صناعة الشعر ما يقتدر معها على إيقاعتخيلات تصير مبادىء انفصالات نفسانيةمطلوبة) أقول وضع صاحب المنطق القياساتالشعرية على مذهب يخالف مذهب الشعراء الآنفإن الشعر في زماننا هو شعر من جهة صورةعرضية في اللفظ و المعنى و هو الوزن والقوافي المحدودة في كتاب العروض و لايقال لما ليس له الوزن المحدود في كتابالعروض في زماننا مع القافية الملازمة شعرإلا بنوع من المجاز كالشخص الميت يقال لهالإنسان للمشابهة في الصورة.
و هذا متفق عليه في لغة العرب و الفرس والترك و أما في الأمم القديمة مناليونانيين و العبرانيين و السريانيينفلم ينقلوا عن قدمائهم شعرا موزونا بهذهالأوزان العروضية بل بأوزان هي بالنثرأشبه و قوافيها غير متفقة.
إذا عرفت هذا فالشعر ليس صناعة كصناعتيالجدل و الخطابة لأنهما تفيدان الإلزام والإقناع و الشعر ليس بصناعة بل الصناعة هيالتي يصدر عنها الشعر و الشعر عبارة عنملكة يقتدر مع حصولها على إيقاع تخيلاتتكون مبادىء انفعالات مخصوصة نفسانيةمطلوبة.
و المراد من التخييل هو تأثير الكلام فيالنفس لبسط أو قبض أو غيره فلهذا صدر الفصلهنا بقوله صناعة الشعر و لم يقل كما قال فيالجدل و الخطابة إنها صناعة علمية