حقوق

زید بن علی بن الحسین

نسخه متنی -صفحه : 28/ 17
نمايش فراداده

«15»

موضوع الكتاب:

اسم «الحقّ» و«الحُقُوق» له صدىً فيالنفوس تطرب له، وأثر في الضمائر تهشّ منأجله! ولذلك نجد الأكثرين يتطلّبونه،والآخرون يدّعونه، وحتى الظلمة والمعتدينيتظاهرون به أو بدعواه!

ولكنّه: ما هو؟ وأين؟ ولمن؟ وكيف يحصل؟إنّها الأسئلة الصعبة، فالشهوات والأهواءوالرغبات والآراء، لابُدّ أنّ تتدخل فيعقل من يُحاول الإجابة، فيحدّد ما تدعوهإليه، إلاّ أن مصادر الوحي الإلهي، خاليةٌعن الشهوات والرغبات، فلا تنظر إلىالأشياء إلاّ بواقعها، كما أنّ الله لايريد ظلماً بالعباد، وهو الرؤوف الرحيمبعباده! فلابدّ أن يكون ما يقرّره للإجابةهو الذي لا مردّ له.

والطريق إلى الوحي الذي نزل على محمد(صلّىالله عليه وآله وسلّم) الصادع به، هوالرسول، وآله الذين نزل الوحي في بيتهم،فأهل البيت أدرى بما في البيت، وقد خلّفهمالرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم) عنه،ليكونوا مع القرآن تراجمة لوحْيه،والمبلغين لرسالته، وبإيقاف الرسول لهمهذا الموقف ولاقترانهم بالقرآن كلام اللهالمعصوم المحفوظ، فهم لابدّ أن يكونوامعصومين كما طهّرهم الله في محكم كتابه.

إذن، فالواصل منهم هو الذي لا ريب فيه،ولا شبهة تعتريه، وهو الأقوم والأعدل،والأنسب بمصلحة البشر.

وإذا لاحظنا أنّ هذه الحقوق قد نُظّمت قبلأربعة عشر قرناً، من هذا العصر، وقبلَ أنْتجري على مخيّلة الإنسان «حقوق الإنسان»وفي أرض العرب، وفي عصور الخلافةالاُمويّة الشرّيرة، فإنَّ عظمة هذهالمبادرة، وعظمة المبادرين، تتجلّى بوضوحوتعدُّ من مفاخر الإسلام والمسلمين، إلىجانب ما لهم في القرآن والشريعة من مفاخر!

ولئن جهل المجتمع الدولي في عصرنا الحاضرمثل هذه المعارف، لبعده عن الإسلام روحياًومعنوياً وجغرافياً، وعُذروا من أجل كلّذلك، فأيّ عُذر للمسلمين في عدم اطلاعهمعليها؟

ونحن الشيعة الإماميّة، فلا عُذر لنا فيعدم الكشف عن هذه الذخائر، وعدم عرضها علىالعالم المتحضّر، ليقف على ما للإسلامولقادته من أفكار وأطروحات سبقت أفضل مايمكن للإنسان أن تصل يَدُهُ إليه.

ولئن تمكّن أعداء التشيع لأهل البيت ـقديماً ـ من التصدّي لتراث أهل البيتوفكرهم، وحَاول المتسلّلون منهم إلىالمؤمنين الشيعة حديثاً باسم